أخبارالرئيسيةجهات المملكة

الدار البيضاء من فوضى إلى نموذج عالمي في النقل الحضري

شهدت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب تحولا جذريا خلال السنوات الأخيرة،حيث انتقلت من مدينة تعاني من الفوضى في النقل والبنية التحتية إلى نموذج حضري متقدم ينافس كبريات المدن العالمية مثل برشلونة ومدريد وبورتو.

هذا التحول جعل من الدار البيضاء واحدة من أكثر المدن استعدادا لاحتضان مباريات كأس العالم 2030،الذي سينظم بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.

طفرة نوعية في منظومة النقل الحضري

تمكنت مدينة الدار البيضاء من تحقيق نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري،وهو ما ظهر جليا في تطورها المستمر للبنية التحتية.تتوفر المدينة الآن على أربع محطات قطار مركزية (عين السبع-الميناء-المسافرين ولوازيس) تسهل تدفق المسافرين والزوار نحو مختلف أنحاء المدينة دون مشكلات ازدحام خانقة.

إضافة إلى ذلك،تعد شبكة الترامواي في الدار البيضاء الأكبر في إفريقيا حيث تمتد على طول 80 كيلومترا وتضم أكثر من 120 محطة.هذه الشبكة المتطورة التي تربط بين الأحياء السكنية والمناطق الحيوية، جعلت التنقل داخل المدينة سلسا وسريعا *، مما ساهم في تعزيز تصنيفها بين المدن المضيفة لكأس العالم.

تقييم عالمي يتفوق على برشلونة ومدريد

في التقييم الخاص بالبنية التحتية للنقل استعدادا لمونديال 2030، حصلت الدار البيضاء على معدل 4.7/5 وهو أعلى من المعدل الذي حققته مدن مثل برشلونة ومدريد وبورتو.هذا التصنيف عزز من حظوظ المدينة لاستضافة المباراة الافتتاحية أو النهائية للبطولة.

ومن بين الملاعب المقترحة،حصل ملعب الحسن الثاني الكبير بالدار البيضاء على تقييم عال بلغ 4.3/5مساويا للتقييم الذي حصل عليه كل من “كامب نو” في برشلونة و”سانتياغو بيرنابيو” في مدريد،ما يضعه في قائمة الملاعب المرشحة لاستضافة المبارتين الافتتاحية والنهائية.

موقع استراتيجي وبنية تحتية داعمة

يقع ملعب الحسن الثاني الكبير في موقع استراتيجي قريب من شبكات النقل الحديثة.ومن المخطط إنشاء محطة قطار خاصة تخدم الملعب، إلى جانب قربه من الطريق السيار بين الرباط والدار البيضاء،والطريق السيار الجديد قيد الإنشاء.كما يبعد الملعب 30 كيلومترا فقط عن مطار محمد الخامس الدولي،وكيلومترين عن مطار بن سليمان،و40 كيلومترا عن مطار الرباط الدولي.

تطور باقي الملاعب المغربية

على صعيد آخر،حصلت ملاعب مغربية أخرى على تقييمات مرتفعة حيث حصل ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط وملعب فاس على 4.1/5 بينما نالت ملاعب طنجة -مراكش وأكادير معدلا بلغ 4/5. يذكر أن ملعبي طنجة والرباط مرشحان لاستضافة إحدى مباراتي نصف النهائي.

القيادة الفاعلة والإرادة الملكية

لعب الوالي محمد مهيدية دورا مهما في تسريع وتيرة التطوير بمدينة الدار البيضاء خلال فترة وجيزة،بما يتماشى مع التوجهات الملكية السامية والبرامج الحكومية الطموحة.ويتابع الملك محمد السادس شخصيا التحضيرات المرتبطة بتنظيم مونديال 2030،مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب لهذه التظاهرة العالمية.

رؤية مستقبلية

أصبح تحول الدار البيضاء نموذجا يحتذى به في تطوير المدن الكبرى خاصة في مجال النقل الحضري والبنية التحتية.ومع استمرار هذا الزخم التنموي،تقترب المدينة من تحقيق مكانة عالمية متميزة كواجهة حضرية حديثة وكواحدة من أبرز المدن المضيفة لبطولة كأس العالم 2030.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button