أردوغان يعرض الوساطة بين السودان والإمارات لنزع فتيل التوترات
في خطوة جديدة لتعزيز دور تركيا كوسيط إقليمي، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسط بين السودان والإمارات العربية المتحدة في محاولة لحل التوترات المتصاعدة بين الطرفين.
جاء هذا العرض خلال مكالمة هاتفية أجراها أردوغان مع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، حسبما أفادت الرئاسة التركية.
وأشار أردوغان خلال المكالمة إلى استعداد بلاده لدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، مؤكدًا التزام تركيا بمبادئ حماية وحدة الأراضي السودانية وسيادتها، ومنع أي تدخلات خارجية قد تزيد من تعقيد الأزمة.
● جذور الأزمة
تتهم الحكومة السودانية الإمارات بتقديم دعم عسكري للميليشيا التابعة لقوات الدعم السريع، التي تعتبرها الخرطوم السبب الرئيسي في إطالة أمد الصراع الدامي في البلاد. من جانبها، نفت الإمارات هذه الاتهامات، متهمة الحكومة السودانية برفض التفاوض مع خصومها لإنهاء الأزمة.
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، غرقت السودان في أزمة إنسانية حادة أدت إلى نزوح أكثر من 13 مليون شخص، مع تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في معظم المناطق.
● أردوغان والوساطة الإقليمية
تأتي مبادرة أردوغان في السودان بعد أيام فقط من نجاحه في تقريب وجهات النظر بين إثيوبيا والصومال. فقد استضاف الرئيس التركي كلًا من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أنقرة، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق لبدء محادثات تقنية لحل الخلافات الناشئة عن اتفاقية أبرمتها إثيوبيا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.
ويُظهر هذا الحراك الدبلوماسي الطموح رغبة أنقرة في تعزيز مكانتها كطرف محايد يسعى لحل النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط.
● آفاق الوساطة
تواجه جهود الوساطة تحديات كبيرة، خاصة في ظل تعمق الانقسامات بين الأطراف السودانية وتصاعد الخلافات الإقليمية. ومع ذلك، فإن تحركات أردوغان تشير إلى تصميم تركيا على لعب دور محوري في معالجة أزمات المنطقة، مستندة إلى سياستها الخارجية القائمة على تعزيز الحوار وحماية سيادة الدول.
تبقى الأنظار متجهة إلى كيفية تفاعل السودان والإمارات مع العرض التركي، وما إذا كان هذا التدخل سيشكل بداية لإنهاء الصراع أو مجرد خطوة أخرى في سياق معقد يتطلب حلولًا طويلة الأمد.