في قلب الجزائر، البلد الغني بثرواته والتائه في مآسيه، يلوح حراك شعبي جديد في الأفق. حراك يعكس صرخة شعب قرر أن يكسر جدار الصمت رغم القبضة الحديدية للنظام العسكري الحاكم. هل يحق لمن ليس من هذا الوطن أن يظل صامتًا أمام ما يعانيه الجزائريون؟
● أمة رهينة بيد العصابة
بينما يعيش العالم تطورات متسارعة في مجال الحقوق والحريات، تزداد الجزائر بُعدًا عن ركب الحضارة. تضييق مستمر على الجمعيات الحقوقية، اعتقالات عشوائية للمناضلين، وتهميش كامل لصوت الشعب الذي يئن تحت وطأة البطالة والفقر وارتفاع تكاليف المعيشة.
اليوم، تخرج الجمعية الجزائرية لحقوق الإنسان وغيرها من الهيئات المحظورة لتذكير العالم بأن هناك شعبًا يُقمع داخل حدوده. شعب فقد الأمل في حكومة تمثل مصالحه، ليجد نفسه يطالب بحقوقه الأساسية في الهواء النقي والكرامة المهدورة.
● أين الثروات؟
لا يمكن للعقل أن يستوعب كيف يمكن لدولة غنية بالنفط والغاز والمعادن أن تدفع بشعبها إلى الوقوف في طوابير من أجل لتر من الحليب أو كسرة خبز. هل يعقل أن تتباهى العصابة الحاكمة بحقوق الشعوب الأخرى بينما تترك شعبها يعاني الجوع والإهمال؟
الفساد ينخر المؤسسات، والتعليم في الحضيض، والخدمات الصحية لا تليق حتى بالحيوانات في بعض الدول الأخرى. ورغم هذا، يواصل الجنرالات سياساتهم الاستبدادية، غير آبهين بصرخات الشعب.
● أمل يتجدد رغم القمع
لكن، كما يقول المثل: “لا يدوم الظلام، فالليل يعقبه النهار”. الشعب الجزائري أثبت عبر التاريخ أنه قادر على النهوض مهما اشتدت المحن. الحراك الشعبي الجديد هو الأمل الذي يلوح في الأفق، وهو الصرخة التي ستُسمع العالم أجمع.
للجزائر شعب عظيم يستحق أن يعيش بكرامة، وشباب واعد يحلم بمستقبل أفضل. هذا الوطن ليس للعصابة، بل لكل من يحب الجزائر ويسعى لرؤيتها حرة، ديمقراطية، وعادلة.
إن كان الصمت عن القمع في الجزائر خيارًا، فإنه خيار العار. على كل حر أن يقف مع هذا الشعب في نضاله، لأن الإنسانية لا تعرف حدودًا ولا جنسيات. الجزائر ليست وحدها، والعالم يراقب، والتاريخ سيُسجل.