
تعثرت الجهود الدبلوماسية لحل النزاع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد فشل المحادثات المنتظرة بين قادة رواندا والكونغو الديمقراطية، والتي كان من المقرر عقدها في أنغولا يوم الأحد.
وفقًا لتقارير رسمية، وصلت المباحثات إلى طريق مسدود فور انطلاقها، ما دفع إلى إلغائها بشكل مفاجئ. وقد أشار الجانب الكونغولي إلى أن رواندا اشترطت إجراء محادثات مباشرة بين الكونغو الديمقراطية وحركة “إم23″، وهي ميليشيا مدعومة من رواندا وتسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي في الشرق.
كان من المتوقع حضور الرئيس الرواندي بول كاغامي في المناقشات، لكن وجوده في أنغولا لم يتم تأكيده. وبدلاً من ذلك، أفادت التقارير بأن الوسيط التابع للاتحاد الإفريقي عقد اجتماعًا منفصلًا مع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي.
وفي أغسطس الماضي، نجحت أنغولا في التوسط لوقف إطلاق نار مؤقت، لكنه لم يصمد طويلًا على الأرض، حيث استمر تبادل النيران بين القوات الكونغولية وميليشيا “إم23”.
أسفر النزاع المتصاعد في شرق الكونغو عن أزمة إنسانية كارثية، حيث أجبر الآلاف على النزوح من منازلهم بحثًا عن الأمان. وتواصل ميليشيا “إم23” السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، ما يفاقم معاناة المدنيين.
يعد النزاع في شرق الكونغو واحدًا من أكثر القضايا تعقيدًا في القارة الإفريقية. تتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم ميليشيا “إم23″، في حين تنفي رواندا هذه المزاعم وتتهم الكونغو بالتعاون مع جماعات مسلحة معادية لها.
تحاول الأطراف الإقليمية، بقيادة أنغولا والاتحاد الإفريقي، دفع الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن التحديات على الأرض تجعل من تحقيق السلام مهمة شاقة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجهود الإقليمية والدولية في تهدئة الوضع في شرق الكونغو؟ أم أن التصعيد سيستمر ليزيد من معاناة سكان المنطقة؟