الجواهري يدعو إلى إنهاء الدعم المباشر والتركيز على تحفيز الاقتصاد

أكد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الاجتماع الفصلي لمجلس بنك المغرب يوم الثلاثاء أن الدعم المباشر لا ينبغي أن يكون سياسة دائمة. وشدد على ضرورة أن يكون الدعم محدودا بفترة زمنية معينة،محذرا من الآثار السلبية لاعتماده على المدى الطويل،حيث قد يؤدي إلى تعزيز ثقافة الاتكال بدلا من تشجيع المواطنين على الانخراط في النشاط الاقتصادي وتحقيق التنمية الذاتية.

الدعم المباشر: رؤية قصيرة الأمد فقط

أوضح الجواهري أن الحل الأمثل للتعامل مع الفئات الهشة يكمن في خلق فرص عمل وتحفيز النشاط الاقتصادي،مشيرا إلى أن استمرار الدعم قد يضعف من جهود تقليص البطالة وتعزيز التشغيل. وأكد على أهمية تحسين برامج التنمية المستدامة بدلا من الاكتفاء بتقديم مساعدات مالية مباشرة.

التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات

فيما يتعلق بتقرير المجلس الأعلى للحسابات،صرح الجواهري بأنه لم يتطلع عليه بعد ولكنه أشاد بتوجهات التقرير إذا ما دعت إلى تعويض الدعم المباشر بآليات أكثر استدامة،مثل تحسين الدخل وخلق فرص الشغل. وأكد أن تحقيق ذلك يعتمد على نمو الاقتصاد وزيادة ثروة البلاد وتوزيعها بشكل عادل.

رؤية لتحفيز التشغيل

وفي حديثه عن البطالة،شدد الجواهري على أن الحلول الإدارية قصيرة المدى التي اعتمدتها بعض الدول والمغرب سابقا،لم تقدم نتائج فعالة وأكد أن التنمية الاقتصادية المستدامة تتطلب شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص،داعيا إلى تعزيز الاستثمارات وتنمية البنية التحتية لخلق بيئة اقتصادية ملائمة للنمو.

مونديال 2030: فرصة اقتصادية واعدة

في سياق آخر،تناول الجواهري الآفاق الاقتصادية لتنظيم المغرب مونديال 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال. واعتبر أن هذه الخطوة تمثل فرصة هامة للنهوض بالاقتصاد الوطني، مشيرا إلى زيادة القروض البنكية بنسبة 5.5%،مما يعكس التفاؤل بمثل هذه المشاريع الكبرى.

تمويل المونديال: بين التحديات والفرص

أكد الجواهري أهمية تمويل البطولة من خلال مداخيل واستثمارات بدلا من الاعتماد المفرط على القروض، الذي قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وعجز الميزانية.ودعا إلى استثمار هذه الفرصة بطريقة متوازنة لضمان تحقيق عوائد إيجابية تعزز الاقتصاد الوطني وتساهم في نمو مستدام.

تصريحات عبد اللطيف الجواهري تمثل دعوة واضحة لصناع القرار لتبني سياسات اقتصادية تعتمد على النمو المستدام بدلا من الحلول المؤقتة. كما شدد على أهمية استغلال الفرص الكبرى،مثل مونديال 2030 لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد المغربي مع مراعاة التوازنات المالية.