23 عامًا من الحكم… انتهت في 11 يومًا+ فيديو
“من قلب الأزمة السورية، كانت هناك لحظة فاصلة، لحظة تغيرت فيها مجرى الأحداث، حيث سقط بشار الأسد في 11 يومًا فقط. كيف حدث هذا؟ وما الذي جعل هذه الثورة تستمر وتحقق هذا النجاح السريع؟
من بداية العملية العسكرية، مرورًا بالتقدم السريع للمعارضة، إلى النهاية المفاجئة بسقوط الأسد. تابعوا معنا لنعرف كيف جرت هذه التحولات المثيرة في وقت قياسي.”
“في صباح الأربعاء 27 نونبر 2024، بينما كانت الأنظار مشدودة إلى الصراع بين لبنان وإسرائيل، كانت سوريا تشهد تطورًا عسكريًا غير متوقع. بدأت هيئة تحرير الشام، إحدى الفصائل المعارضة، عملية جديدة سمتها ‘ردع العدوان’. العملية التي كانت موجهة ضد القوات السورية والميليشيات الإيرانية في ريف حلب الغربي، حيث كانت هذه الجماعات قد بدأوا في التقدم السريع نحو الأراضي التي كانت تحت سيطرة النظام.”
“المعارك بدأت في التوسع سريعًا، حيث أعلن المقاتلون في هيئة تحرير الشام عن تنفيذ هجوم عسكري منسق في عدة مناطق استراتيجية. كان هدفهم واضحًا: السيطرة على المدن والقرى التي تشكل عمودًا فقريًا للنظام. ومع تزايد القصف المتبادل بين المعارضة والجيش السوري، بدأت خريطة السيطرة تتغير بسرعة.”
“وفي اليومين التاليين، وفي تطور غير مسبوق، نجحت المعارضة في قطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب، وهو طريق حيوي يمتد عبر البلاد. هذا النجاح العسكري كان بمثابة ضربة كبيرة للجيش السوري، إذ أصبح التواصل بين دمشق وحلب شبه مستحيل. وفي الوقت ذاته، كانت قوات المعارضة تحرز تقدمًا في ريف إدلب الغربي والشرقي، وهو ما أجبر الجيش السوري على تكثيف القصف الجوي على مواقع المعارضة في مدينتي أريحا وسرمدا.”
“المعارضة لم تقتصر على السيطرة على الأرض فحسب، بل كانت تحكم قبضتها على عدة مواقع استراتيجية أخرى، مثل حي الراشدين في حلب، وهي مناطق مهمة لأسباب تكتيكية واقتصادية. وبتقدّم المعارضة، أصبح الوضع العسكري أكثر تعقيدًا بالنسبة للنظام.”
“بحلول نهاية الشهر، كانت المعركة قد انتقلت إلى قلب مدينة حلب. المعارضة تمكنت من السيطرة على أهم الأحياء هناك، بما في ذلك خان العسل وحلب الجديدة. كما أحرزت تقدمًا في السيطرة على مطار حلب الدولي، الذي كان أحد المعاقل الرئيسية للنظام في المنطقة.”
“في تلك الأثناء، كانت المعارضة قد نجحت أيضًا في السيطرة على سراقب، مدينة استراتيجية تمثل نقطة التقاء للطريقين الدوليين M5 وM4، وهو ما منحهم قدرة أكبر على التنقل وتوزيع القوات. مع هذا التقدم، بدأت قوات المعارضة تظهر أنها قادرة على تحدي القوة الجوية السورية المدعومة من روسيا.”
“مع بداية دجنبر، كانت المعارضة قد وضعت أهدافها على الأمد البعيد في مرمى البصر. فقد توسعت العمليات العسكرية إلى ريف حماة، وتمكنت من السيطرة على العديد من القرى والبلدات في المنطقة. هذه السيطرة كانت تمثل تهديدًا مباشرًا للمناطق التي كانت ما تزال تحت سيطرة النظام، بما في ذلك حماة.”
“مع تكثيف الغارات الجوية السورية-الروسية، كانت المعارضة تقوم بتثبيت مواقعها على الأرض، وتوسيع نطاق سيطرتها. ومع كل تقدم كان يحدث، كانت الثقة في صفوف المعارضة تزداد، والجيش السوري يعاني من انهيار واضح في معنوياته.”
“في هذه الأيام، كانت المعارضة قد أصبحت في قلب النظام السوري، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة حماة الاستراتيجية. الجيش السوري كان في وضع صعب جدًا، مع استمرار انسحابه من العديد من المواقع العسكرية الهامة. بالإضافة إلى ذلك، كانت فصائل المعارضة قد تمكنت من السيطرة على سجن حماة المركزي، حيث حررت مئات الأسرى.”
“التحديات العسكرية كانت كبيرة، والضغوط على القوات السورية كانت تتزايد. في الوقت نفسه، كانت المعارضة تعزز قوتها وتقوم بتنسيق تحركاتها على الأرض بشكل دقيق.”
“تواصلت العمليات العسكرية نحو حمص ودرعا، وفي يوم 7 دجنبر، أعلنت فصائل المعارضة عن تقدمها نحو العاصمة دمشق. بدأ الجيش السوري في تحريك تعزيزات ضخمة نحو العاصمة، ولكنه كان يواجه صعوبة في إيقاف تقدم المعارضة. مع هذه الضغوط المستمرة، أصبح سقوط دمشق مسألة وقت فقط.”
“في صباح اليوم الثامن من دجنبر ، وبعد 11 يومًا من المعارك العنيفة، أعلنت هيئة تحرير الشام سيطرتها الكاملة على دمشق. التلفزيون السوري الرسمي أعلن عن هروب بشار الأسد من العاصمة، وهو ما كان بمثابة إشارة إلى سقوط النظام السوري. المعارضة تمكنت من إسقاط الأسد في وقت قياسي، بعد سنوات من الصراع المدمر.”
“في 11 يومًا فقط، انهار نظام الأسد الذي حكم سوريا لمدة 23 عامًا. ولكن سقوط الأسد ليس نهاية القصة، بل هو بداية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات. كيف ستشكل المعارضة الحكومة الجديدة؟ وما مصير سوريا بعد هذا التحول الكبير؟ هذه الأسئلة ستظل بدون إجابة في الوقت الحالي.”
“كيف ترى مستقبل سوريا بعد سقوط الأسد؟ هل سيكون السلام قريبًا أم أن البلاد ستواجه المزيد من الفوضى؟ شاركنا آراءك في التعليقات.”