فرنسا تُعيد تموضعها العسكري في إفريقيا وسط تقليص نفوذها التقليدي
● مصطفى بوريابة-الحدث الإفريقي
تواجه فرنسا مرحلة حاسمة في وجودها العسكري بإفريقيا بعد سلسلة من التحولات السياسية في مستعمراتها السابقة. بين انسحاباتها القسرية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وصولاً إلى طلبات تشاد والسنغال لإنهاء الوجود العسكري الفرنسي، بات النفوذ الفرنسي في القارة موضع شك.
في هذا السياق، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن خطط لإعادة صياغة دور القاعدة الفرنسية في جيبوتي، مشيراً إلى أنها ستصبح نقطة انطلاق جديدة للعمليات الفرنسية في إفريقيا. يأتي هذا الإعلان وسط تقارير عن تراجع أهمية القاعدة في التركيز على إفريقيا مقارنة بمناطق أخرى كالبحر الأحمر والمحيط الهندي.
القرار يُمثل محاولة فرنسية للحفاظ على موطئ قدم في القارة، خاصة بعد طرد قواتها من تشاد وتوتر العلاقات مع حكومات إفريقية عديدة. في جيبوتي، حيث وقّعت باريس مؤخراً اتفاقية دفاع جديدة، تسعى فرنسا إلى إبراز التزامها بخلق شراكات قائمة على الاحترام المتبادل، بعيداً عن صورة الهيمنة التقليدية.
مع هذا التحول، تبرز تساؤلات حول قدرة فرنسا على استعادة مكانتها في إفريقيا في ظل توجه العديد من الدول نحو تنويع شراكاتها الأمنية والعسكرية. فرنسا، التي كانت تُعتبر لعقود الشريك الأمني الأبرز في القارة، تواجه اليوم تحدياً استراتيجياً لإعادة بناء نفوذها بما يتماشى مع التغيرات السياسية والديموغرافية في إفريقيا.
التحولات الأخيرة تُظهر بوضوح نهاية عصر النفوذ الفرنسي المطلق في إفريقيا وبداية مرحلة جديدة تتطلب مزيداً من المرونة والشراكة المتكافئة مع دول القارة.