الباحث الحسن ولد ماديك ينصح الرئيس الموريتاني بفتح قنصلية في مدينة العيون
أشاد الباحث والأكاديمي الموريتاني، الحسن ولد ماديك رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات، بالاستقبال الذي خصه الملك محمد السادس لرئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني،يوم الجمعة بالقصر الملكي في الدار البيضاء.واعتبر ولد ماديك أن هذه الزيارة تمثل محطة تاريخية مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرصة لتعزيز الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع الشعبين المغربي والموريتاني.
دعوة إلى إنهاء الحياد وتفعيل الشراكة
في تعليق مباشر،أوضح الحسن ولد ماديك موقفه الداعي إلى تجاوز الحياد الذي اتسمت به مواقف موريتانيا في قضايا إقليمية مؤثرة. وقال: “لو علمت أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يستمع إلي لنصحته بمباركة النهضة العمرانية في مدن الصحراء، وأن يتخلى –بفتح قنصلية في مدينة العيون – عن حياد لا يليق بالشناقطة ولا بدولة مجاورة يتاح لها قطع دابر فتنة مزقت شعبا واحدا في موريتانيا والمغرب والجزائر”.
يعكس هذا التصريح رؤية ولد ماديك لأهمية اتخاذ مواقف واضحة وحازمة تعزز الوحدة الإقليمية وتدعم مصالح الشعبين في مواجهة التحديات المشتركة.
إشادة بالتاريخ المشترك والثقة المتبادلة
وأضاف ولد ماديك في حديثه: “الآن فقط وقفت أيها الرئيس الموريتاني موقفا يمثل شعبك وتاريخ الشناقطة وقبائل صنهاجة وقبائل الأوداية، فالزم غرزه تفلح وترشد وتأمن بوائق الهجرة وابتزاز المستعمر وربائب المستعمر”.
وأشار إلى أن زيارة الغزواني إلى المغرب تعيد الاعتبار للعلاقات التاريخية التي جمعت شعبي البلدين، والتي ترسخت عبر القرون بفضل القيم المشتركة والروابط الثقافية.
إشادة بالثقة بين البلدين
كما قال مخاطبا ولد الشيخ الغزواني: “أنت اليوم في حاضنة الكبار ومعية الكبار وأخوة الكبار الذين لا يغدرون ولا يطعنون من الخلف”.
بهذه الكلمات،أكد ولد ماديك على أهمية الثقة المتبادلة بين قيادات البلدين وشعبيهما،داعيا إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد الاستقرار والتنمية في المنطقة.
أفق العلاقات المستقبلية
تصريحات الحسن ولد ماديك تلخص نظرة مستقبلية متفائلة للعلاقات بين المغرب وموريتانيا،قائمة على التعاون البناء والتكامل في مواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك الضغوط الخارجية التي تستهدف استقرار المنطقة.كما دعا إلى استلهام التاريخ المشترك لاستشراف مستقبل أكثر إشراقا لشعوب المنطقة،مؤكدا أن قوة الروابط الأخوية قادرة على تجاوز أي خلافات أو عقبات.
تأتي زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المغرب، والاستقبال الملكي الذي حظي به كخطوة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وهي دعوة صريحة لإعادة بناء الجسور وتفعيل التعاون الإقليمي من أجل مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين وتدعم استقرار المنطقة ككل.