يتساءل الجزائريون بمن يثقون بعد نصف قرن
بقلم عبدالله العبادي
أسئلة كثيرة تطرح اليوم في الشارع الجزائري، غلاء المعيشة، ارتفاع الاسعار، حدة الأزمة الاقتصادية ومصير أموال الغاز والبترول ومعادن أخرى تزخر بها البلاد.
كما أن هناك نقطة اخرى، مهمة جدا، يلعب النظام بورقتها منذ نصف قرن، لتجنب اضطرابات داخلية، ولإدامة عمر النظام العسكري، فهو يصدر كل الأزمات الداخلية للخارج، ويعيش على مسرحية المؤامرة والعدو الخارجي.
النظام يمول ومنذ خمسين سنة، ميليشيات على أراضيه، محاولا تقسيم المغرب وإدخال المنطقة في فتنة كبيرة، عوض العمل على تقارب اقتصادي وسياسي وأمني يخدم شعوب المنطقة.
قادة قصر المرادية لا يفوتون فرصة واحدة، لمهاجمة الجيران، واللعب على حبل تقرير المصير وتصفية الاستعمار، غير مبالين بمشاكل البلد الداخلية وما يعانيه الشعب من طوابير الحليب والعدس والدقيق، وجميع الأموال تذهب لابن بطوش وجماعته من أجل قضية وهمية، لا يؤمن بها إلا النظام.
الرئيس ووزير خارجيته والسفير، يرددون دوما شعار وإيمان الدولة بتقرير المصير، فهل نطقوا يوما كلمة في حق قضايا عالمية، أم السمفونية لا تطبق إلا على الجار المغرب، أين أنتم من دعم حركة الباسك بكتالونيا في تقرير المصير و بالاستقلال عن اسبانيا، دعم حركة “ويسترن كيب” في تقرير المصير والاستقلال عن جنوب إفريقيا، دعم حركة الماك القبايلية في تقرير المصير والاستقلال عن الجزائر، دعم حق تقرير المصير لشعب كشمير والاستقلال عن الهند، دعم حق تقرير المصير لشعب كوسوفو ومساندته للاستقلال عن صربيا ودعم شعب التايوان في تقرير مصيره ومساندته ديبلوماسيا للاستقلال عن الصين، وامثلةاخرى كثيرة.
ألم يحن الوقت لإنهاء هذه المهزلة، المغرب في أراضيه، والأرض في مغربها، هل يعيش بعض الساسة في عالم آخر، أم هناك من يثق بهم ويشجعهم على غباءهم واستمرار الضحك على الدقون.
مسألة الصحراء حسمت إلى الأبد، السؤال اليوم، كيف تتخلص الدولة من ميليشيات مسلحة بالجنوب، تتاجر في،كل شيء؟ أين تذهب بهم؟ أم تمنحهم قطعة أرض في الصحراء الشاسعة جنوب البلاد؟