يشهد المغرب أزمة متفاقمة في قطاع تربية الكتاكيت، مما أثر بشكل كبير على سلسلة إنتاج الدواجن في المملكة. وتأتي هذه الأزمة نتيجة عدة تحديات، أبرزها نقص البنية التحتية الملائمة لإنشاء ضيعات متخصصة في تربية أجداد دواجن التوالد،وهو ما يشكل أساسا لتوفير كتاكيت اليوم الواحد بشكل مستدام.
اجتماع حكومي لمناقشة الحلول
في هذا السياق، عفد اجتماع مهم يوم الجمعة الماضي بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري وأعضاء المجلس الإداري للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن. وتركز الاجتماع على البحث عن حلول عملية،بما في ذلك توفير مساحات جغرافية مناسبة لإنشاء الضيعات الصناعية،وتحفيز الاستثمارات الأجنبية.
التوجه نحو الاستثمار الأمريكي
بحسب مصادر مطلعة،اقترح الوزير خلال الاجتماع البحث عن مستثمرين أجانب لتجاوز مشكلة المواقع الجغرافية الملائمة،مع الإشارة إلى شركة أمريكية مرشحة لإنشاء هذا المشروع الاستراتيجي. ويأتي هذا الخيار كجزء من استراتيجية لتعزيز الإنتاج المحلي والحد من استيراد الكتاكيت من الخارج، خاصة من إسبانيا،والتي تكلف خزينة الدولة مبالغ كبيرة.
عقبات جغرافية واقتصادية
أبرزت المناقشات أن جهة الدار البيضاء-سطات،التي تعتبر منطقة استراتيجية،تعاني من اكتظاظ عمراني يحد من إمكانية إنشاء ضيعات جديدة.ومع ذلك أكدت وزارة الفلاحة استعدادها لدعم الاستثمارات الأجنبية شريطة وجود شراكة مع مستثمرين مغاربة لضمان المساهمة المحلية في المشروع.
إعفاءات جمركية لتعزيز القطاع
في خطوة لدعم قطاع الدواجن، أعلنت الحكومة إعفاء واردات كتاكيت اليوم الواحد من الرسوم الجمركية. هذه الخطوة تهدف إلى ضمان استمرارية الإنتاج المحلي وتخفيف الضغط الناتج عن ارتفاع التكاليف، خاصة في ظل ارتفاع الطلب المحلي.
أهمية المشروع للسيادة الغذائية
اتفق المشاركون في الاجتماع على أن إنشاء ضيعات محلية لتربية أجداد دواجن التوالد يعد خطوة حاسمة لتعزيز السيادة الغذائية في المملكة. كما أن المشروع يساهم في تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية وتوفير فرص عمل جديدة،ما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
نظرة مستقبلية
إذا تم تنفيذ المشروع بالشراكة مع المستثمرين الأمريكيين والمحليين، فمن المتوقع أن يحقق القطاع نقلة نوعية.وسيضمن هذا التوجه استدامة الإنتاج المحلي،خفض التكلفة على المستهلكين،وتحقيق اكتفاء ذاتي تدريجي في قطاع الدواجن.
