بقلم/ عبد السلام البوسرغيني
نصيحتي للمعجبين بالمفكر أحمد عصيد أن لا يسايروه في تبني الغلو في بعض القضايا المتصلة بالهوية ، وهو أولى بتلقي هذه النصيحة ويدرك مغزاها . وتستهدف هذه النصيحة تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر على وحدة المجتمع المغربي الذي تجمع الوطنية مختلف فئاته ، كما عاشها أجدادنا ، وكما كان يرعاها من جاهدوا في حفظ كرامة أمتنا المغربية وصيانة أرضها الطاهرة عبر التاريخ ، أو كما يسهر على صيانتها من إنبروا للكفاح في مستهل العصر الحديث ، حيث بزغت فئات من القادة ومن المناضلين لم تكن الهوية لتحول دون إنتشار دعوتهم .
قد تكون وقعت بعض الهفوات في ممارسة الوطنية من أجل إستنهاض الأمة ، لكنها لم تكن متعمدة ولم تصدر عن سوء نية ، بدليل أن الدعوة للكفاح لقيت الإستجابة من مختلف طبقات الأمة في مراحله الأولى . وأدت هذه الإستجابة لبروز قيادات ذات الإنتماء الإثني واللغوي والثقافي المتنوع ، وانصهرت في بوثقة واحدة ضمنت الفوز في كثير من المواجهات والمعارك ، سواء مع الإعداء الأجانب ، أو مع ذوي القربى الذين يجعلون من أنفسهم أعداء لنا .
وعلى كل حال فيجب أن لا يؤدي النضال من أجل ضمان السمو لأية هوية إلى إضعاف الوطنية التي كانت دائما السلاح لحفظ كرامة الأمة وصيانة وحدتها ، ويجب أن تتحكم الوطنية في أي نضال كيفما كان الهدف منه ، ومهما كانت طبيعته .