الرباط- زهير أصدور
شهد مقر حزب الحركة الشعبية بالرباط، اليوم الخميس 9 يناير 2025، انعقاد اللقاء التأسيسي للتكتل الشعبي، الذي يجمع حزب الحركة الشعبية، الحزب المغربي الحر، والحزب الديمقراطي الوطني. جاء هذا التكتل تحت شعار: “بديل سياسي لجميع المغاربة من أجل كل المغاربة”، ليطرح رؤية سياسية متجددة تهدف إلى معالجة التحديات الكبرى التي تواجه المشهد الحزبي والسياسي ببلادنا.
خلال الجلسة الافتتاحية، أكد المشاركون أن التكتل الشعبي لا يقتصر على كونه مجرد تحالف حزبي، بل يمثل مشروعاً سياسياً شاملاً يهدف إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي وتعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات. وأشار المتدخلون إلى أن الساحة السياسية الوطنية تعاني من انحباس واضح، تجلى في ضعف الوساطة المؤسساتية وانفصال الأحزاب عن تطلعات المواطنين، ما أدى إلى تفشي مظاهر التأطير العشوائي وتراجع نبل الممارسة السياسية.
أهداف التكتل الشعبي:
قدم التكتل الشعبي رؤيته وأهدافه المركزية، التي تشمل:
1. تحصين الثوابت الوطنية والمقدسات: الدفاع عن الملكية الدستورية، الدين الإسلامي القائم على الوسطية، الوحدة الوطنية والترابية، والاختيار الديمقراطي الذي يعتبر أساس الدولة الحديثة.
2. تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية: التركيز على تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وضمان توزيع عادل للثروات، مع دعم الفئات الهشة والمناطق المهمشة.
3. إصلاح المشهد الحزبي والنخب السياسية: اعتماد نموذج جديد للنخب يقوم على الكفاءة والنزاهة، ومحاربة الفساد والريع بجميع أشكالهما.
4. التمكين المجتمعي: دعم حقوق المرأة وتعزيز أدوارها القيادية، حماية الأسرة المغربية، وضمان تنشئة مثالية للأطفال.
5. تعزيز الوحدة الوطنية: العمل على تكريس الهوية الثقافية المغربية في تنوعها، وضمان انفتاحها على الحداثة.
6. مواكبة التحولات الدولية: الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وتعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية ودولية.
آليات العمل المشترك للتكتل:
تقوم دينامية التكتل الشعبي على مقاربة تشاركية تهدف إلى تحقيق الأثر الملموس في الساحة السياسية من خلال:
• تنظيم لقاءات دورية موسعة: لإبراز القضايا الوطنية والاجتماعية ومناقشة الحلول البديلة.
• تشكيل لجان تخصصية متعددة المستويات: تعنى بدراسة الملفات الوطنية والمحلية.
• قوافل التأطير السياسي: للتواصل المباشر مع المواطنين والإنصات لانشغالاتهم.
• تعزيز الدبلوماسية الموازية: عبر الانفتاح على المنظمات الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح العليا للوطن.
• إطلاق حوار مجتمعي شامل: يتجاوز الصيغ التقليدية للحوار الاجتماعي، ويركز على القضايا الكبرى التي تهم كافة المغاربة.
دعوة مفتوحة للانضمام والتفاعل:
أكد قادة الأحزاب الثلاثة المؤسسة للتكتل على انفتاحهم الكامل على جميع القوى السياسية والمجتمعية الراغبة في العمل المشترك، وفق مرجعيات وأهداف التكتل. كما شددوا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية واستثمار الكفاءات الوطنية لتحقيق الأهداف المسطرة.
إن التّكتّل الشّعبي يمثل خطوة جديدة وجريئة نحو إعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات، مع السعي الدؤوب لتقديم بدائل سياسية عملية تحقق العدالة والتنمية في أبعادها الشاملة.