التكتل الشعبي..هل يستعيد نبل الفعل السياسي في المغرب؟
شهدت الرباط الخميس (09 يناير)، إعلان ميلاد “التكتل الشعبي”، وهو تحالف سياسي جديد يضم ثلاثة أحزاب مغربية هي: حزب الحركة الشعبية، الحزب المغربي الحر، وحزب الديمقراطي الوطني. جاء هذا التكتل كمبادرة لتجديد الفعل السياسي وتعزيز قيم التعددية والديمقراطية، في ظل السياق الوطني والإقليمي المتغير. وذلك من أجل استعادة نبل الفعل السياسي في المغرب، هل سيكون في مستوى هذا الطموح السياسي؟
أهداف التكتل الشعبي
صرح محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية،بأن التكتل يهدف إلى استعادة نبل الفعل السياسي من خلال تقديم رؤية سياسية تستعيد القيم التي افتقدها المشهد الحزبي المغربي.و ترسيخ مواقف صلبة بدل الصراع على المناصب.
يسعى التكتل إلى تعزيز المواقف السياسية القائمة على المبادئ لا المصالح.مع مواكبة عهد الملك محمد السادس، يؤكد التكتل أن المرحلة الراهنة، بما شهدته من إنجازات وإصلاحات،تتطلب جهودا سياسية تُعلي من شأن التنمية وتتماشى مع رؤية الملك المواطن.
أوزين شدد على أن المبادرة تمثل دعوة للارتقاء بالعمل السياسي ليواكب التحديات الوطنية،مشيرا إلى أن المشروع يستمد قوته من إيمان مشترك بأهمية خدمة الشعب.
أبعاد المشروع السياسي
في كلمته،وصف خالد البقالي الأمين العام للحزب الديمقراطي الوطني، التكتل بأنه محطة سياسية متميزة مبرزا ترسيخ المكتسبات الدستورية والديمقراطية: يرى البقالي أن التكتل فرصة لتعزيز التجربة الديمقراطية المغربية القائمة على التعددية والتنوع.
و أشار إلى ما حققته المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية. وهو ما يسعى إليه التكتل من أجل تعزيز المكتسبات التنموية وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك.
انتقاد الحكومة الحالية
في مداخلته، وجّه إسحاق شارية الأمين العام للحزب المغربي الحر، انتقادات لاذعة للحكومة الحالية، حيث اتهمها بالفشل في ترجمة وعود برنامجها الحكومي على أرض الواقع ، مما انعكس ذلك على القدرة الشرائية للمواطنين.
و أشار إلى أن السياسات الحكومية الحالية أثّرت سلبا على معيشة المغاربة،ما يتطلب بدائل سياسية فعالة، مع غياب رؤى واضحة، أكد شارية أن المغرب يحتاج إلى مبادرات تتجاوز الخطاب إلى الأفعال.
تطلعات التكتل الشعبي
يتطلع التكتل الشعبي إلى تحقيق بناء تحالف قوي يهدف إلى تقديم سياسات فعّالة ومتكاملة تخدم المواطن المغربي.و تعزيز ثقة المواطنين بالعمل السياسي من خلال تقديم نموذج للعمل الجماعي المنبثق عن القيم والمبادئ، و إصلاح المشهد الحزبي عن طريق مواجهة الإشكالات الراهنة وتقديم حلول مبتكرة.
و يعد إعلان التكتل الشعبي خطوة لافتة في المشهد السياسي المغربي،يهدف إلى مواكبة التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة. ومع تركيزه على تعزيز الديمقراطية ودعم التنمية، فإن نجاح التكتل يعتمد على مدى قدرته على تحويل الشعارات إلى سياسات عملية تلامس واقع المواطن المغربي.