أخبارإفريقياالرئيسية

غانا مع مغربية الصحراء في تحول إفريقي قسم ظهر البوليساريو

قرار غانا بتعليق اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” يشكل علامة فارقة في الصراع حول الصحراء المغربية. فهذا القرار لا يعبر فقط عن نجاح المغرب في تعزيز حضوره الدبلوماسي بإفريقيا،ولكنه أيضا يعكس عزلة متزايدة للنظام الجزائري الذي يدعم الأطروحة الانفصالية. بالنظر إلى الثقل السياسي والاقتصادي لغانا في القارة الإفريقية، فإن لهذا الموقف آثارا كبيرة على التوازنات الإقليمية.

تحول جذري في الموقف التاريخي

غانا كانت من أوائل الدول الإفريقية التي اعترفت بـ”الجمهورية الصحراوية”.لكن مع التغيرات السياسية والاقتصادية،وبروز رؤية جديدة لمصالحها الإقليمية،قررت أكرا تعديل موقفها بما يتماشى مع جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل للنزاع، ذلك أن غانا باتت تفضل المصالح العملية والدبلوماسية بدل التمسك بإيديولوجيات قديمة.
و وصفت أكرا اعترافها السابق بـ”الجمهورية الصحراوية” بأنه عقبة أمام جهود التسوية. هذا اعتراف ضمني بخطأ استراتيجي تاريخي.

التوقيت ودلالاته

الإعلان عن القرار في يوم تنصيب الرئيس الجديد جون دراماني ماهاما يعكس رسالة واضحة بأن السياسة الخارجية الغانية في عهد هذا الرئيس ستكون أكثر واقعية وبراغماتية، بما يخدم مصالح غانا داخليا وخارجيا.

ولأن غانا ليست دولة عادية في إفريقيا، فهي قوة صناعية تمتلك موارد هامة مثل النفط-الغاز والكاكاو، وأيضا دولة مستقرة سياسيا وذات مصداقية في الوساطات الإقليمية.

قرار غانا يدفع دولا أخرى مثل كينيا ونيجيريا إلى مراجعة مواقفها بشأن القضية الصحراوية،خاصة أن معظم هذه الدول تقيم علاقات اقتصادية قوية مع المغرب.

تأثير القرار على دول إفريقية أخرى

مع انضمام غانا إلى قائمة الدول الداعمة للمغرب،أصبح عدد الدول الإفريقية التي سحبت اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” متزايدا مع افتتاح قنصليات إفريقية في الأقاليم الجنوبية المغربية يُظهر الدعم المتزايد للوحدة الترابية للمغرب.
هذا الزخم المتزايد للدول الافريقية اعترافها بمغربية الصحراء يدفع الاتحاد الإفريقي إلى إعادة النظر في عضوية “الجمهورية الصحراوية”، خاصة في ظل اقتراب القمة المرتقبة بأديس أبابا.

تأثير القرار على الجزائر

بهذا القرار تكون الجزائر قد دخلت في عزلة دبلوماسية متزايدة ، وهي التي كانت تعتمد على “الجمهورية الصحراوية” كوسيلة للتأثير في المنطقة،أصبحت اليوم في موقف معزول، بعدما بدأت دول مثل موريتانيا ومالي تبتعد تدريجيا عن الجزائر بسبب مواقفها المتشددة. وأيضا العلاقات الجزائرية-الأوروبية،خاصة مع فرنسا وإسبانيا، تشهد توترا بسبب دعم هذه الدول للمغرب.

غياب بدائل استراتيجية

النظام الجزائري لم يقدم أي بديل مقنع لحل النزاع، بل يستمر في عرقلة جهود الأمم المتحدة عبر رفضه العودة إلى المفاوضات والمشاركة في الموائد المستديرة.

قوة الحضور المغربي

زيارة الملك محمد السادس إلى غانا في السنوات الماضية كانت لحظة محورية،حيث وقعت خلالها اتفاقيات تعاون اقتصادي وسياسي عززت العلاقات الثنائية.
قرار غانا بتعليق اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” هو خطوة أخرى تبرز نجاح المغرب في الدفاع عن سيادته على الصحراء. وفي ظل استمرار العزلة الجزائرية، يبدو أن المغرب يكتب فصولا جديدة في مسار الحل النهائي للنزاع، مدعوما بتحولات دبلوماسية تدفع بمخطط الحكم الذاتي إلى الواجهة كحل عملي وواقعي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button