رسالة فاس..معا نستطيع النهوض بفاس متصالحة مع ماضيها ومستقبلها
إلى فاس سلام..
سلام الله على الجميع..
نراسلكم، من هنا ،من عبق التاريخ وعنفوان الحاضر، من مدينة يحكى أنها كانت فضاء للثقافة و الفنون ، من مدينة يشهد بنيانها أنها كانت عريقة ، من مدينة يحكي التاريخ عنها أنها كانت فاعلة في كل مناحي الحياة السياسية و الدينية و الثقافية ،،
من هنا نحكي لكم رواية مدينة، وتطلعات سكانها،،
فاس، العاصمة الروحية والعلمية للمغرب، هي واحدة من أقدم المدن في العالم الإسلامي. فاس هي أكثر من مدينة، فاس هي تاريخ وطن بنجاحاته وإخفاقاته، فاس المدينة تحمل في بنيانها ومكونها الثقافي إرثًا حضاريًا عظيمًا يشمل الجامعات التاريخية، والموروث المكتوب والشفهي، بالإضافة إلى معالمها العريقة التي تحكي قصص التفاعل بين الثقافات والأديان عبر قرون.
في عالم يعج بتثمين الحضارات، لا يمكن أن نتجاوز فاس باعتبارها مدينة ملهمة ومركزًا مهمًا للتراث الثقافي، حيث تمتزج فيها العلوم والفنون والروحانيات لتشكل هُوية غنية بالتنوع والتاريخ. بفضل هذا التراث العميق، ظلت فاس دائمًا رمزًا للتعليم، الثقافة، والفن، وهو ما يجعلها محورًا للسياحة الثقافية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وفي ظل هذه الأهمية التاريخية والحضارية، نرى أن مسؤوليتنا كمؤسسة مدنية لا تقتصر فقط على صون هذا التراث، بل تتجاوز ذلك إلى الإسهام في إعادة إحياء فاس كمركز متجدد يجمع بين هُوية تاريخية مغرقة في القدم، وبين حاضرها كمدينة مليونية عالمية.
من هنا يأتي دورنا في “مؤسسة يوم فاس” حيث نعمل على تعزيز الحكامة الجيدة والمشاركة الفعالة في تطوير المدينة. نرى أن الحكامة ليست مجرد إدارة، بل هي أسلوب حياة يقوم على الشراكة بين جميع الفاعلين المحليين، من قطاعات حكومية، ومؤسسات عمومية، وهيئات منتخبة، وجمعيات المجتمع المدني.
إن دورنا في المؤسسة يتجلى في دفع عجلة المشاركة الفاعلة بين المجتمع المدني والجهات المعنية لتحقيق رؤية مشتركة لفاس حديثة ومستدامة.
دور يعكس إيماننا بأن النهوض بفاس يتطلب تعاونًا حقيقيًا بين جميع الأطراف، بما يعزز من التنمية المحلية والمشاركة، والابتكار في خلق أجوبة على تحديات المدينة ضمن التوجهات الوطنية والجهوية. ومن هذا المنطلق، نحن ملتزمون بتقديم آرائنا وخبراتنا، ومستعدون لتعزيز مشاركة المجتمع المدني لتقديم يد العون في إعادة الألق إلى فاس العريقة.