أخبارالرئيسيةرياضة

الملك الحسن الثاني وساعة التقويم الهجري الثلاثي

لم يكن الملك الحسن الثاني مجرد قائد سياسي، بل كان رمزا للأناقة والتميّز،حيث عرف بذوقه الرفيع واختياراته الدقيقة لأرقى العلامات العالمية.من بين مقتنياته الفريدة، برزت ساعة فريدة من نوعها تحمل تقويما هجريا ثلاثيا ، صممت خصيصا له بتعاون استثنائي بين علامتي “بريغيه” و”شوميه” العريقتين.

تاريخ عريق لعلامتين فاخرتين

تأسست دار “بريغيه” للساعات الفاخرة في باريس عام 1775 على يد أبراهام-لويس بريغيه،الذي يعتبر أحد أهم رواد صناعة الساعات الدقيقة. بينما أنشأ ماري-إتيان نيتو دار “شوميه” عام 1780 لتصبح رمزا للفخامة في تصميم المجوهرات والساعات.وفي الستينيات من القرن العشرين،استحوذت “شوميه” على “بريغيه”،مما أدى إلى توحيد خبراتهما في الإبداع والتقنيات المتقدمة.

ساعة ملكية بتقويم هجري

في 23 ديسمبر 1985، قدمت هذه التحفة الفنية إلى الملك الحسن الثاني،وهي ساعة معصم أوتوماتيكية من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطا، صممت خصوصا بتقويم هجري ثلاثي فوري. كان هذا الابتكار يتطلب تعديلات معقدة على آليات الساعة لتتماشى مع النظام الهجري الإسلامي، ما جعلها قطعة فنية وتقنية استثنائية.

وفقا لتقرير دار المزادات البريطانية “كريستيز”، قد تبدو الساعة للوهلة الأولى كساعة تقليدية بتقويم ثلاثي مكتوب باللغة العربية،لكن الحقيقة أنها مصممة بتقويم هجري مخصص، ما يظهر مدى التعقيد التقني في تصميمها.

تفاصيل فنية فريدة

تميزت الساعة بقرصها الأيقوني الذي يحمل بصمة “بريغيه”،حيث تم نقش الصفيحة الذهبية الصلبة والمطلية بالفضة باستخدام آلة تقليدية دقيقة. وتم تخصيص الغطاء العلوي لعرض الأشهر الهجرية باللغة العربية باستخدام تقنيات النقش المتطورة. بالإضافة إلى ذلك،ظهر توقيعا “بريغيه” و”شوميه” بشكل متوازن على القرص،مما يعكس انسجام العلامتين.

أما العلبة،فقد صممت بشكل مثمن بزوايا مستديرة وقطر يبلغ 36 مم،ما يجعلها مثالا للأناقة العملية.أما الغطاء الخلفي،فحمل توقيع الصانع الشهير جان-بيير هاجمان،الذي اشتهر بتصميم علب الساعات للعلامات الفاخرة مثل “باتيك فيليب” و”أوديمار بيجيه”.

إبداع في السوار والتفاصيل النهائية

صنع سوار الساعة من قبل جان-بيير إيكوفي،أحد أبرز مصممي الأساور في ذلك الوقت. وأضفى ختم “أوديمار بيجيه”على السوار لمسة إضافية من الفخامة، حيث كان إخوة شوميه تجارا لهذه العلامة أيضا.

قيمة تاريخية وفنية

تعد هذه الساعة واحدة من التحف النادرة في عالم الساعات الفلكية، وقد فقد أثرها في أواخر القرن العشرين قبل أن تظهر مجددا في مزاد نظمته “كريستيز” عام 2017.تم بيعها آنذاك بسعر نهائي قدره 87,500 فرنك سويسري،رغم أن قيمتها الأصلية وقت تصنيعها للملك الحسن الثاني بلغت 500,000 فرنك فرنسي.

تمثل ساعة الملك الحسن الثاني بتقويمها الهجري الثلاثي شهادة على تفرده واهتمامه بالجمع بين الأناقة والثقافة.كما تعكس براعة “بريغيه” و”شوميه” في تصميم ساعات تجمع بين الفخامة والتقنيات الدقيقة. إنها ليست مجرد ساعة،بل قطعة تاريخية تستحضر عظمة عصرها وروح مالكها الملكية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button