أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

وزير خارجية أمريكا الجديد يشيد بالمغرب ويتوعد الجزائر بعقوبات محتملة

مع اقتراب عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة،تشير العديد من التحليلات إلى أن الجزائر قد تواجه مرحلة صعبة وغير مسبوقة.ويرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب،أبرزها العلاقات القوية التي تجمع ترامب بالمغرب،والتي تجسدت سابقا في الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء. إضافة إلى ذلك، تصريحات ماركو روبيو،الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية الأمريكية،التي تشير إلى توجهه لفرض عقوبات على الجزائر بسبب ارتباطاتها العسكرية مع روسيا.

إشادة بالمغرب كنموذج في إفريقيا

خلال جلسة انعقدت للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، خصصت للمصادقة على تعيينه وزيرا للخارجية،عبر ماركو روبيو عن إعجابه الكبير بالمغرب،واصفا إياه بأنه نموذج يحتدى به في القارة الإفريقية.وصرح قائلا: “علينا أن ننظر إلى المملكة المغربية كنموذج يحتذى به،فهي دولة تقدم إمكانات استثمارية كبيرة وتظهر التزاما قويا في محاربة الإرهاب”.

وأضاف المسؤول الأمريكي: “عندما ننظر إلى الشمال،وتحديدا إلى المغرب، نجد بلدا شهد تحسينات كبيرة في السنوات الأخيرة بفضل الاتفاقيات التي أبرمها مع الولايات المتحدة،إضافة إلى المرحلة الثانية من العلاقات الثنائية التي تعززت على مستويات متعددة”.

فرص استثمارية في إفريقيا ودور المغرب

أشاد روبيو بمنطقة الساحل الغربي لإفريقيا،معتبرا إياها منطقة ذات فرص استثمارية واعدة،وأثنى على الجهود المغربية المستمرة في مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي لتحقيق الاستقرار الإقليمي. هذا التوجه يعكس السياسة الأمريكية الجديدة نحو تعزيز العلاقات مع دول تظهر تقدما اقتصاديا وأمنيا في القارة.

تهديدات بعقوبات على الجزائر

على الجانب الآخر،أوضح روبيو أن الجزائر قد تكون مستهدفة بخطوات أمريكية صارمة بسبب علاقاتها الوثيقة مع روسيا.

وأشار إلى أن الجزائر أصبحت من أبرز زبائن الصناعة العسكرية الروسية، حيث وقّعت صفقة أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار مع موسكو في عام 2021، ما يثير قلق واشنطن وحلفائها.

وأشار روبيو إلى قانون “CAATSA” الذي يسمح بفرض عقوبات على الدول التي تبرم صفقات دفاعية كبرى مع روسيا. وسبق له أن بعث برسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن،يعرب فيها عن قلقه بشأن الصفقات العسكرية بين الجزائر وروسيا، معتبرا أنها تعزز من نفوذ موسكو في إفريقيا، وهو أمر يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية.

ترامب والمغرب: تحالف استراتيجي

تأريخيا،كانت فترة حكم دونالد ترامب نقطة تحول كبيرة في العلاقات المغربية الأمريكية،لا سيما بعد الاعتراف التاريخي بسيادة المغرب على الصحراء في ديسمبر 2020. عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تعني استمرارية الدعم الأمريكي للمغرب في قضاياه الإقليمية، وتثبيت دوره كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في إفريقيا والشرق الأوسط.

الآثار المحتملة على الجزائر

إذا ما مضى وزير الخارجية الجديد في تطبيق خططه بفرض عقوبات على الجزائر،فإن ذلك قد يؤدي إلى تبعات اقتصادية وسياسية كبيرة. الجزائر التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط والغاز وصفقات الأسلحة الروسية،قد تجد نفسها في عزلة دولية متزايدة، مما سيؤثر سلبا على اقتصادها ومكانتها الإقليمية.

بينما يواجه المغرب مستقبلا مشرقا في علاقاته مع الولايات المتحدة، تبدو الجزائر أمام تحديات صعبة قد تُغير ملامح المشهد الإقليمي. يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل الجزائر مع هذه التهديدات، وهل ستؤدي هذه الضغوط إلى تغيير في سياساتها؟ الوقت فقط سيكشف عن الإجابات.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button