أخبارالرئيسيةالعالم

نائب رئيس حركة”حماس” يتجاهل دعم المغاربة والمملكة للقضية الفلسطينية؟

مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة، ألقى خليل الحية،نائب رئيس حركة “حماس”،كلمة شكر فيها مجموعة من الدول التي زعم أنها دعمت الشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي.الغريب أن هذا الشكر لم يشمل المغرب،رغم الجهود الإنسانية والدعم الشعبي والسياسي الكبير الذي قدمته المملكة للقضية الفلسطينية على مدى عقود.

الدعم المغربي للقضية الفلسطينية

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة،لم تتوقف المملكة المغربية عن إظهار دعمها للقضية الفلسطينية. أرسلت المملكة قوافل إنسانية تحتوي على مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية إلى القطاع المحاصر.كما شهدت المدن المغربية مظاهرات حاشدة دعما للفلسطينيين،في مشهد يعكس تضامنا شعبيا متجذرا في وجدان المغاربة.

تجاهل متعمد أم حسابات سياسية؟

تصريحات “الحية” أثارت موجة استياء واسعة في المغرب،خاصة بعد تغريدة لناشطة فلسطينية على منصة “إكس” (تويتر سابقا )،تضمنت قائمة الدول التي “يسمح لها” بالاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار،مستثنية المغرب منها.هذه التغريدة فتحت باب التساؤلات حول أسباب هذا التجاهل،الذي يبدو أنه يرتبط بحسابات سياسية وإقليمية تضع إيران وتركيا في مركز المشهد، وتهمش جهود دول أخرى كالمغرب.

تاريخ من الدعم غير المشروط

على مر العقود،ظل المغرب داعما ثانيا للقضية الفلسطينية دون انتظار الشكر أو الاعتراف.فقد حرصت القيادة المغربية،ممثلة في الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، على تبني مبادرات سياسية وإنسانية تهدف إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

الخطاب الأيديولوجي: عائق أمام الوحدة

رغم هذا التجاهل،يواصل بعض القوميين والإسلامويين في المغرب دعم “حماس”،متبنين خطابا ايديولوجيا يغفل الحقائق الواقعية ويكرس الانقسام.هذا الخطاب المشابه لما حدث بعد هزيمة يونيو 1967،يعيد إنتاج أخطاء الماضي، حيث ترفع الشعارات على حساب تحليل منطقي للوضع الإقليمي والدولي.

ارتباطات حماس الإقليمية وتأثيرها السلبي

منذ سيطرة “حماس” على قطاع غزة، ربطت الحركة القضية الفلسطينية بأجندات إقليمية مرتبطة بإيران،مما أدى إلى تدهور الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.هذه الارتباطات جعلت القضية الفلسطينية رهينة لصراعات إقليمية ضيقة،وأسهمت في تدمير دول عربية مجاورة مثل سوريا والعراق واليمن.

دعوة إلى مقاربة عقلانية

إن المرحلة الحالية تتطلب من الدول العربية،بما فيها المغرب،تبني مقاربة عقلانية تعيد القضية الفلسطينية إلى إطارها العربي، بعيدا عن التأثيرات الإقليمية التي تخدم مصالح دول خارجية على حساب الفلسطينيين. المطلوب اليوم هو خطاب جديد يعزز الوحدة العربية ويقدم حلولا عملية تدعم صمود الفلسطينيين دون الوقوع في فخ الأيديولوجيات التي تفرق أكثر مما توحد.

دور المغرب المستقبلي

رغم التجاهل،يظل المغرب مستمرا في دعمه للقضية الفلسطينية من منطلق التزامه التاريخي والأخلاقي. ومع تزايد تعقيدات المشهد الإقليمي، سيكون على المغرب ودول أخرى إعادة التفكير في كيفية توجيه هذا الدعم بشكل يخدم الفلسطينيين بشكل مباشر،بعيدا عن أي استغلال سياسي أو أيديولوجي.

القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى شعارات جوفاء أو خطاب أيديولوجي يخدم أجندات ضيقة.ما تحتاجه هو جهود حقيقية ووحدة عربية شاملة تعيد بناء ميزان القوى لصالح الفلسطينيين،مع الاعتراف بالدور الفعال لدول كالمغرب، التي تقدم دعمها بدون ضجيج أو انتظار مقابل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button