تبون والنظام الجزائري: كوميديا مرادية في مسرح الأمم المتحدة
من المعروف أن السياسة في الجزائر أشبه بمسرحية كوميدية طويلة، أبطالها حكام قصر المرادية الذين لا يوفرون أي فرصة لإضحاك الشعب… أو ربما لإبكائه، لكنك تعرف كيف تختلط المشاعر أحياناً بين الكوميديا والدراما.
أحدث فصل من فصول هذه الملهاة كان عندما قرر النظام الجزائري “التضحية بالغالي والنفيس” ليحظى بمنصب رئيس مجلس الأمن لشهر واحد فقط. ومن يدري؟ ربما كان الهدف الحقيقي من هذا المنصب هو إعلان عن جديد في مجال صناعة “الخرائط الوهمية” التي تخصص فيها نظام تبون ومن معه.
بدأ العرض الكبير عندما قدّم فرحات مهني، رئيس ما يُعرف بحكومة المنفى القبايلية، طلباً بإدراج قضية “تقرير المصير” لشعب القبايل على أجندة مجلس الأمن. وهنا بدأت الكوميديا!
سفير الجزائر بالأمم المتحدة، عمار بن جامع، وقف حائراً كمن اكتشف فجأة أن السيناريو الذي يملكه مملوء بالثغرات.
توجه عمار المسكين إلى قصر المرادية لطلب المشورة، ليكتشف أن حتى مخرجي المسرحية هناك ليس لديهم أي فكرة عن كيفية التصرف. حاولوا التواصل مع روسيا لإنقاذهم من هذا المأزق، لكن “سيرجي لافروف” قرر أن يزيد الطين بلة وقال لهم: “القوانين هي القوانين، سجلوا الطلب!”. وهكذا، تحولت الجزائر إلى المدافع عن حق تقرير المصير… لشعب قبايل!
أما المضحك المبكي، فهو عندما أعلنت الولايات المتحدة تعيين “جو شوا”، الرجل الذي وصفته الجزائر بأنه “مبعوث المخزن”، سفيراً في الجزائر. يبدو أن نظام تبون يعاني من لعنة اسمها “المغرب”، حيث كل شيء من حولهم يعيدهم إلى عقدة الجار الغربي الذي لا يستطيعون منافسته.
وهكذا يستمر النظام الجزائري في تقديم عروضه الكوميدية للجماهير، بينما تبقى قضايا الشعب الجزائري الحقيقية في طي النسيان. أما نحن، فلنقل شكراً للنظام الجزائري… على الأقل، نحن نملك شيئاً نضحك عليه كل يوم!