أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

المعبر الجديد بين المغرب وموريتانيا: رؤية استراتيجية لتعزيز التكامل الإقليمي

بعد نجاح عملية تأمين معبر الكركرات،يستعد المغرب لفتح معبر حدودي تجاري جديد مع موريتانيا، يعزز الروابط الاقتصادية والتنموية بين البلدين.المشروع الذي يمتد على طول 53 كيلومترا يشهد تقدما ملموسا مع قرب الانتهاء من الأعمال، ولم يتبق سوى تبليط الطريق بالأسفلت ليكون جاهزا لاستقبال حركة الشاحنات والسيارات،ما يمثل خطوة مهمة نحو تسهيل التبادل التجاري ودعم التنمية الإقليمية.

تفاصيل المشروع

يتم تنفيذ المشروع ضمن رؤية شاملة لتعزيز الربط بين المغرب ودول جنوب الصحراء.وتركز الحكومة المغربية على بناء طريق حيوي يمتد من السمارة إلى الحدود الموريتانية، ضمن شقين:
-الطريق الوطنية رقم 17،تربط بين أجديرية والفارسية والمحبس بمسافة 128 كيلومترا .
-الطريق الوطنية رقم 17B،تمتد لمسافة 53 كيلومترًا من السمارة إلى الحدود مع موريتانيا.

بلغت تكلفة المشروع الإجمالية حوالي 215 مليون درهم ،وفق تصريحات وزير التجهيز والماء، نزار بركة خلال زيارته لجهة العيون-الساقية الحمراء.

الأهمية الاستراتيجية للمعبر الجديد

يكتسب هذا المشروع بعدا إستراتيجيا على عدة مستويات:
– اقتصاديا : سيسهل حركة التجارة بين المغرب وموريتانيا ويمهد الطريق لجعل السمارة مركزا لوجستيا يربط شمال إفريقيا بدول الساحل.
أمنيا: يعزز أمن المنطقة من خلال تأمين الحدود ومكافحة الأنشطة غير القانونية.
– تنمويا: يساهم في تحسين البنية التحتية وتنشيط الاقتصاد المحلي في المناطق الجنوبية للمغرب.

وأشار سيدي صالح الإدريسي،المنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بالسمارة،إلى أن هذا المشروع يمكن أن يجعل من المدينة نقطة عبور رئيسية لدول الساحل نحو المحيط الأطلسي،وهو ما يتماشى مع رؤية الملك محمد السادس التي عبر عنها في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء في 6 نوفمبر.

دور القوات المسلحة الملكية

تلعب القوات المسلحة الملكية دورا حيويا في إنجاز المشروع، إذ تتولى:
– تأمين الطريق: عبر توسيع الجدار الرملي وتأمين الحدود مع موريتانيا، بالتنسيق مع السلطات الموريتانية.
-مراقبة الحدود: باستخدام الطائرات المسيرة لتأمين المقطع الطرقي ضد أي تهديدات محتملة من عناصر جبهة البوليساريو.

ويأتي هذا التأمين في سياق العملية العسكرية التي نفدت في الكركرات في 13 نوفمبر 2020،والتي عززت السيادة المغربية على المنطقة وأضعفت نفوذ جبهة البوليساريو.

سياق تاريخي وتأخر التنفيذ

تعود فكرة المشروع إلى سبتمبر 2018،حين أعلن عنها وزير التجهيز والنقل الأسبق عبد القادر عمارة خلال زيارته لجهة العيون-الساقية الحمراء. إلا أن الظروف السياسية والأمنية حينها حالت دون تنفيذه.

ومع التغيرات التي شهدتها المنطقة عقب عملية الكركرات،تغيرت المعطيات الأمنية بشكل كبير. فقد فقدت جبهة البوليساريو القدرة على التحكم في المناطق التي كانت تصفها بـ”الأراضي المحررة”،والتي تبلغ مساحتها حوالي 40 كيلومترا مربعا وفق تصريحات مسؤول رفيع في الجبهة.

تطلعات سكان المناطق الجنوبية

ينتظر سكان المناطق الجنوبية،خاصة السمارة،بفارغ الصبر الانتهاء من هذا المشروع،لما له من انعكاسات إيجابية على حياتهم اليومية، بدءا من تحسين البنية التحتية،وصولا إلى خلق فرص اقتصادية جديدة.

يشكل المعبر الحدودي الجديد خطوة محورية نحو تعزيز الروابط الاقتصادية مع موريتانيا ودول غرب إفريقيا، ويدعم موقع المغرب كجسر يربط بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.

يعكس هذا المشروع الطموح التزام المغرب بتطوير مناطقه الجنوبية وتحقيق رؤية شاملة للتكامل الإقليمي مع جيرانه في إفريقيا. ومع اكتمال الطريق،سيكون المغرب قد عزز مكانته كفاعل اقتصادي وأمني في المنطقة، ما يفتح آفاقا جديدة للتنمية والتعاون مع موريتانيا ودول الساحل الإفريقي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button