بنسعيد..الخلافات بين أحزاب الأغلبية تناقش داخليا وليس في العلن
أكد المهدي بنسعيد،عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير الشباب والثقافة والتواصل، رفضه القاطع لنشر الخلافات بين أحزاب الأغلبية الحكومية في العلن. وصرح بأن النقاشات الداخلية بين مكونات الحكومة لها إطارها الخاص وهو اجتماعات الأغلبية، وليس من المقبول أن تتحول إلى تراشق علني قد يضر بصورة الحكومة واستقرارها.
النقاش داخل البيت الداخلي
خلال لقاء مفتوح نظمته مؤسسة “الفقيه التطواني” بمدينة سلا، شدد بنسعيد على أن حزب الأصالة والمعاصرة يتبع نهجا واضحا في معالجة القضايا الخلافية داخل التحالف الحكومي. وقال: “نحن كحزب لدينا ملاحظات،لكنها تناقش داخل اجتماعات الأغلبية، حيث يتم طرح كافة الإشكاليات بشكل مباشر وشفاف”.
وفي تعبيره عن وحدة الحزب وقوته في مواجهة أي استهداف، أضاف بنسعيد: “الأصالة والمعاصرة باقيين ولاد الناس، ولكن إذا تم استفزازهم سيجدون الرد”.
انتقادات التراشق السياسي
أعرب بنسعيد عن استيائه من التراشق الكلامي الذي دار مؤخرا بين بعض قيادات الأحزاب الحكومية،مشيرا إلى أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بدوره غير راض عن هذه التصرفات. وأوضح أن الموضوع سيتم طرحه على طاولة النقاش خلال الاجتماع المقبل لأحزاب الأغلبية لتجنب تكرار مثل هذه المشادات التي تؤثر على صورة الحكومة أمام الرأي العام.
بين الخلاف السياسي والأسري
شبه بنسعيد العلاقة بين الأحزاب داخل التحالف الحكومي بالعلاقة الأسرية، قائلا: “مثلما تختلف مع شريك حياتك وتناقش الأمر داخل البيت،فإن الخلافات بين الأحزاب يجب أن تبقى داخل الإطار الحكومي ولا تخرج للعلن.”
تصريحات بايتاس: الخلافات السياسية ليست حكومية
على صعيد متصل، قلل الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس،من تأثير الخلافات السياسية التي ظهرت مؤخرا على الأداء الحكومي، موضحا أن “الفضاء السياسي لا يخضع لوصاية الحكومة”. وأضاف: “هناك تقديرات وتصريحات لا تعكس بالضرورة المواقف الرسمية للأحزاب المشاركة في الحكومة.” وأكد أن الحكومة تركز على تنفيذ برنامجها والوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، استرشادا بتوجيهات الملك محمد السادس.
السباق الانتخابي يلوح في الأفق
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 2026،تصاعدت التصريحات السياسية بين مكونات الأغلبية.حزب التجمع الوطني للأحرار، قائد الائتلاف الحكومي،عبر عن ثقته الكبيرة في تصدر المشهد السياسي مجددا . وأكد القيادي رشيد الطالبي العلمي أن الحزب مستعد لقيادة الحكومة حتى 2032، مشددا على أن المواطن يدرك الفرق بين من يسعى لتحقيق التنمية ومن يسعى لتحقيق مصالح شخصية.
حراك انتخابي متزايد
من جانبه، بدأ حزب الأصالة والمعاصرة تحركات ميدانية استعدادا للانتخابات المقبلة،حيث ينظم جولات تواصلية لتعزيز صفوفه واستقطاب القواعد الغاضبة.وأكد قيادي بارز في الحزب أن “التراكتور قادم بقوة وسيقلب الطاولة في الاستحقاقات المقبلة”،ملمحاإلى منافسة شديدة مع حليفهم حزب التجمع الوطني للأحرار.
يعكس النقاش الدائر بين الأحزاب المكونة للأغلبية تنافسا سياسيا مبكرا ،لكنه يضع الحكومة أمام تحديات تتعلق بالحفاظ على انسجامها الداخلي وتقديم صورة متماسكة أمام المواطنين.ومع اقتراب الانتخابات، يبدو أن التوترات ستزداد حدتها،مما يجعل إدارة الخلافات بشكل حكيم وداخلي ضرورة ملحة للحفاظ على مصداقية الأغلبية.