أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

صفقة تدبير نفايات نواكشوط يثير جدلا واسعا حول الشفافية والتنافسية

شهدت صفقة تنظيف العاصمة الموريتانية نواكشوط،التي فازت بها شركة مغربية معروفة بتدبير النفايات الصلبة،تطورات مثيرة بعد تقديم شركتين منافستين،إحداهما مغربية والأخرى موريتانية، طعونا رسمية على القرار.في خطوة لافتة،أعلنت لجنة تسوية النزاعات التابعة لسلطة تنظيم الصفقات في موريتانيا،يوم الخميس 23 يناير، إلغاء الصفقة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الإعلان عن الفائز.

الخلاف حول الصفقة: نقاط الطعن

أوضحت الشركتان الطاعنتان عدة نقاط رئيسية لدعم اعتراضهما، أهمها عدم استيفاء المؤهلات الفنية، حيث اتهمت الشركتان الشركة الفائزة بعدم التزامها بالمتطلبات الفنية الضرورية التي تضمنها ملف المناقصة، أيضا ملاحظة خروقات في إجراءات المناقصة. إذ، ذكرتا وجود تجاوزات إجرائية خلال عملية إبرام الصفقة،مما أثار مخاوف من تداخل المصالح وغياب الشفافية في إدارة الصفقات العمومية.

رد السلطات الموريتانية

في بيان رسمي، أكدت السلطات الموريتانية أن قرار الإلغاء جاء إلتزاما بالقوانين والأنظمة المنظمة للصفقات العمومية.

وأوضحت أن مراجعة ملف الشركة الفائزة أظهرت عدم تطابقها مع الشروط الفنية والمعايير المطلوبة.وأضاف البيان: “قرار إلغاء الصفقة استند إلى نصوص قانونية واضحة وتحليلات شاملة، وسيتم تفصيل الاستنتاجات في قرار نهائي لاحق.”

حجم الصفقة وأهميتها

صفقة تنظيف العاصمة نواكشوط تعد واحدة من أكبر الصفقات العمومية في موريتانيا،حيث تبلغ قيمتها السنوية أكثر من 7.5 مليار أوقية. تشمل الصفقة جمع ونقل النفايات الصلبة إلى مركز طمر النفايات،ما يجعلها فرصة جذابة للشركات المحلية والدولية العاملة في قطاع تدبير النفايات.

التنافس الدولي والمحلي

شهدت المناقصة تنافسا حادا بين شركات متعددة،بما في ذلك شركات مغربية وموريتانية،مما يعكس أهمية الصفقة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية.ومع ذلك،يبرز إلغاء الصفقة أسئلة جوهرية حول آليات التقييم والشفافية في منح الصفقات العمومية في البلاد.

ردود أفعال وآفاق مستقبلية

قرار الإلغاء أثار ردود أفعال متباينة، حيث يرى البعض أنه دليل على التزام السلطات الموريتانية بتطبيق القوانين وضمان التنافسية العادلة،فيما يرى آخرون أن القضية تظهر وجود تحديات هيكلية في إدارة الصفقات العمومية، تستدعي تعزيز الشفافية وتشديد الرقابة.

دروس مستفادة وإصلاحات مطلوبة

يشير هذا الجدل إلى الحاجة الماسة لإصلاحات جوهرية في آليات منح الصفقات العمومية بموريتانيا. من بين هذه الإصلاحات تحسين معايير التقييم لضمان اختيار الشركات الأكثر كفاءة، و تعزيز الشفافية ونشر تفاصيل المناقصات ونتائجها، و زيادة الرقابة على تنفيذ المشاريع لضمان الجودة.

قرار إلغاء صفقة تنظيف نواكشوط يبرز أهمية الإدارة الرشيدة للصفقات العمومية وضمان التنافسية العادلة. ومع استمرار الجدل حول القضية، يبقى تعزيز الشفافية والحوكمة عنصرين أساسيين لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير خدمات ذات جودة عالية للمواطنين.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button