أخبارالرئيسيةفي الصميم

الحكومة علقت فشلها على مشجب الأزمات فأنتجت الغلاء

بقلم/ ربيع كنفودي

كثيرا ما يردد الشعب المغربي المثل الشعبي القائل “لفقيه اللي نتسناو براكتو دخل للجامع ببلغتو”، لكن يبقى الأهم هو أن هذا المثل الشعبي المتداول يعكس الصورة الحقيقية للحكومة المغربية التي رفعت شعار “تستاهل ما أحسن”، وشعار “الحكومة الإجتماعية”، لكن للأسف الشعارات شيء والواقع المر الذي يعيشه المواطن المغربي شيء آخر.

فعلا حكومتنا الإجتماعية، دخلت علينا بالأسعار المرتفعة، ارتفاعا مهولا ومخيفا في أسعار المواد الإستهلاكية. ارتفاعا في أسعار المحروقات، غلاء في اللحوم البيضاء والحمراء والأسماك، غلاء ضرب القدرة الشرائية للمواطن المغربي، وجعله يعيش التيه، ويسأل ويسائل “أين هي تلك الشعارات؟”، و”أين هي تلك الوعود، وهل حان الوقت للاستعداد لمرحلة الحجر؟”.

اليوم، الشعب المغربي أصبح ينام ويستيقظ على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي لم يعد يمس فقط الفقير، بل حتى الطبقة المتوسطة التي لم تتردد يوما في الجهر بالتغيير الحاصل والواقع المر والمؤلم الذي أصبح يعيشه المغاربة.

الحكومة المغربية قالت..الغلاء يرجع لجائحة كورونا، وللحرب الروسية الأوكرانية”

ويزداد الأمر خطورة عند المواطن المغربي، عندما تخرج الحكومة التي أعطت لنفسها صفة “الإجتماعية”، وصفة “الكفاءات”، وتقول في خطاباتها وشطحاتها، عفوا خرجات وزرائها، أن هذا “الغلاء يرجع لجائحة كورونا، وللحرب الروسية الأوكرانية”، ووو…، وهو ما يؤكد أننا أمام حكومة فشلت في التدبير، بل أصبحت تعلق فشلها على أزمات، هي بريئة منها كبراءة الذئب من دم يوسف.

فإذا كانت جائحة كورونا هي السبب في الغلاء وارتفاع الأسعار، فلماذا لم يحتج المواطن المغربي يوم الحجر الصحي الذي كان كل شيء متوفر وبثمن معقول وسعر مناسب؟. وإذا كانت الحرب الروسية الأوكرانية سببا في غلاء أسعار البترول دوليا، فالحرب قد انتهت وسعر البرميل دوليا انخفض ثمنه بشكل إيجابي؟، لكن بقيت أسعار المحروقات في المغرب كما هي، بل تزداد ارتفاعا.. 

لقد أصبح المواطن المغربي يعيش حيرة من أمره، هل صوت على أحزاب تساعده على حل أزماته الإجتماعية والإقتصادية، كما وعدت في حملاتها الإنتخابية، أم صوت على أحزاب قطعت وعدا على نفسها أن “تعيد له التربية”، بمختلف الوسائل؟.

 إننا اليوم أمام مفارقات عجيبة، فالحكومة التي تقول على نفسها اجتماعية وحكومة الكفاءات، هي من كانت سببا في الأمس القريب والعهود السابقة في فشل الكثير من المخططات، أهمها المخطط الأخضر، فعن أية مقاربة اجتماعية تتحدث والمواطن أصبح يعيش القهر المادي والمعيشي اليومي؟. أين هي الحكومة الإجتماعية، والمواطن المغربي ينتظر موعد إجراء السكانير والتحاليل لأشهر وأحيانا لسنة؟.

أمام هذه الوضعية المؤلمة، التي أصبح يعيشها المواطن المغربي عموما، ألم يحن الوقت للحكومة أن تراجع نفسها، وتصحح أخطاءها، وتخلع بلغتها لأن دخول المسجد بالبلغة أو الحذاء لا يجوز، وتحاول تفادي “الحجر” و”الصم” الذي ينتظرها، أم أنها ستستمر في سياستها العرجاء التي دمرت كل شيء جميل في المواطن المغربي، وفي المقدمة صبره الشديد على الشدائد..؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button