أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

تحول دبلوماسي لبلجيكا: هل تتجه للاعتراف بمغربية الصحراء؟

في خطوة قد تشكل تحولا استراتيجيا في الموقف الأوروبي من قضية الصحراء المغربية،تشير تقارير دبلوماسية إلى أن بلجيكا تدرس إمكانية تبني موقف أكثر وضوحا بشأن النزاع الإقليمي،بما قد يصب في صالح المغرب.

تصريحات تلمح إلى تغيير الموقف

أثار وزير الخارجية البلجيكي جدلا واسعا بعد إدلائه بتصريح ألمح فيه إلى إمكانية إعادة النظر في موقف بلاده من ملف الصحراء المغربية.

ويأتي هذا التطور في ظل دينامية دبلوماسية متسارعة تشهدها القضية، حيث باتت دول غربية كبرى تراجع سياساتها التقليدية بشأن هذا النزاع، في ظل تنامي التأييد للحل المغربي القائم على مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

سياق دولي متغير

يأتي الموقف البلجيكي المحتمل في سياق تحول أوسع في المشهد الدولي، إذ سبق للولايات المتحدة الأمريكية أن اعترفت رسميا بسيادة المغرب على صحرائه في 10 ديسمبر 2020،خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، وهو القرار الذي لم يتم التراجع عنه في عهد الرئيس جو بايدن، مما يعكس استمرارية الدعم الأمريكي للموقف المغربي.

إلى جانب ذلك، انضمت دول أوروبية مؤثرة، مثل إسبانيا وألمانيا،إلى هذا التوجه،حيث تبنت مدريد موقفا داعما لمقترح الحكم الذاتي باعتباره “الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”، وهو ما اعتبر اختراقا مهما في الموقف الأوروبي.

كما أبدت هولندا دعما واضحا للمبادرة المغربية، وأكدت فرنسا أخيرا اعترافها بأن الصحراء مغربية خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى الرباط.

ما الذي يعنيه الموقف البلجيكي؟

إذا قررت بلجيكا الانضمام إلى هذا التوجه، فسيكون لذلك تداعيات كبيرة على مستوى السياسة الأوروبية تجاه ملف الصحراء.بلجيكا ليست مجرد دولة أوروبية عادية، بل هي مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يجعل مواقفها ذات وزن دبلوماسي كبير.

إعلان بروكسل دعمها لمغربية الصحراء شكل ضربة قوية لجبهة البوليساريو وداعميها،خاصة أن الموقف الأوروبي طالما كان متحفظا بشأن النزاع، رغم أن المغرب نجح في السنوات الأخيرة في كسب تأييد متزايد داخل القارة العجوز.

انعكاسات محتملة
• دبلوماسيا سيعزز الموقف البلجيكي – في حال اعتماده رسميا– شرعية الطرح المغربي في الأوساط الأوروبية،مما قد يدفع دولا أخرى إلى مراجعة مواقفها.
• اقتصاديا بلجيكا شريك تجاري مهم للمغرب، وأي تقارب سياسي سيكون له انعكاسات إيجابية على الاستثمارات والتعاون الاقتصادي.
• إقليميا سيتزايد الضغط على الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو خاصة في ظل أزماتها الداخلية المتفاقمة وتراجع تأثيرها الدبلوماسي في المنطقة.

نهاية جبهة البوليساريو؟

مع تزايد عزلة البوليساريو دبلوماسيا ، تبدو الحركة الانفصالية في موقف أضعف من أي وقت مضى،حيث فقدت دعم عدد من الدول الإفريقية والأمريكية اللاتينية،بالإضافة إلى تضييق الخناق عليها أوروبيا .

إذا قررت بلجيكا الانضمام رسميًاغ إلى الدول الداعمة للمغرب،فقد يكون ذلك “المسمار الأخير” في نعش الجبهة الانفصالية، ويؤكد أن الحل الوحيد الممكن لهذا النزاع هو تحت السيادة المغربية،وفق مقترح الحكم الذاتي الذي يلقى اعترافا متزايدا على المستوى الدولي.

هل نقترب من حسم الملف نهائيًا؟

مع استمرار التحولات الدبلوماسية لصالح المغرب،يبدو أن النزاع حول الصحراء يقترب أكثر من الحل،خاصة مع تزايد عدد الدول التي تدعم الطرح المغربي،واتجاه بعض القوى الأوروبية نحو مواقف أكثر وضوحا .

الكرة الآن في ملعب بلجيكا،فهل ستتخذ القرار التاريخي بدعم مغربية الصحراء،أم ستظل حبيسة توازنات قديمة تجاوزها الواقع الدولي؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button