خبراء..تكوين قادة الغد استثمار استراتيجي في إعداد شباب المستقبل

بركان- عبدالسلام العزوزي- وفاء الادريسي
شدد عامل إقليم بركان، محمد علي حبوها، على الدور الحيوي الذي يضطلع به الشباب، وهو يخاطب قادة المستقبل الجمعة 31 يناير، في عاصمة الليمون ببركان، خلال الملتقى الشبابي الأول الموسوم ب”قادة الغد.. من أجل مشاركة فعالة وتنمية مستدامة” الذي نظمه فرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالجهة الشرقية بشراكة مع جمعية POSITIVE” ببركان ، قائلا، “أنتم الشباب ليس فقط كقادة للمستقبل، بل كقوة تغيير في الحاضر ومحرك أساسي للابتكار والتنمية،”.

وأبرز عامل الاقليم ” أن تنظيم ملتقى “الشباب قادة الغد”، الذي يشارك فيه حوالي 120 شابا وشابة من جهة الشرق ومختلف جهات المملكة، يندرج ضمن رؤية شاملة تروم تمكين الشباب، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، قائلا ” أن هذه الرؤية تجسدت في سياسات وبرامج ملموسة، أبرزها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي جعلت من دعم مشاريع الشباب وتأهيلهم لسوق الشغل أولوية رئيسية، إلى جانب إحداث مراكز التكوين والتأهيل المهني، وبرامج دعم المقاولات الناشئة، وتشجيع المشاركة الفعالة للشباب في تدبير الشأن العام”.
وفي نفس السياق، قال عبد العالي الجابري رئيس فرع جهة الشرق للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إن “قادة الغد” هو مصطلح يشير إلى الجيل الصاعد من القادة الذين سيشكلون مستقبل مجتمعاتنا ودولنا. هم الشباب الموهوبون والطموحون الذين يمتلكون الرؤية والإبداع والقدرة على تحقيق التغيير الإيجابي.

وأضاف، أن “تكوين قادة الغد هو استثمار استراتيجي في مستقبل أي مجتمع أو دولة. فالقادة هم المحرك الأساس للتغيير والتطور، وهم الذين يوجهون مسار الأمم والشعوب. ولذلك، فإن دعم وتشجيع الشباب على تطوير قدراتهم القيادية هو واجب وطني”.
وتساءل الجابري عن كيفية تفاعل قادة الغد ووسائل الإعلام وما مدى تأثيرهم على بعضهم البعض في المستقبل، مشيرا “أن القادة سيحتاجون إلى التواصل من خلال قنوات إعلامية مختلفة و قدرتهم على استخدام هذه المنصات بشكل فعال قد تحدد نجاحهم. على سبيل المثال، قد يكون للزعيم الذي يمكنه إنشاء محتوى جذاب على TikTok أو Twitter (أو أي شيء يحل محلهما) تأثير أكبر. وعلى العكس من ذلك، يمكن لوسائل الإعلام تشكيل تصور الجمهور للقادة من خلال التغطية، والتي يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية”.

وأبرز الجابري دور وسائل الإعلام في محاسبة القادة، قائلا” يمكن للصحافة الاستقصائية والصحافة المواطنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير في الوقت الفعلي أن تبقي القادة تحت التدقيق المستمر. ولكن هناك أيضًا خطر التلاعب بوسائل الإعلام من قبل القادة، باستخدام الدعاية أو التحكم في الروايات من خلال وسائل الإعلام المملوكة للدولة أو روبوتات وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف، أن “الأخلاق هي اعتبار آخر. يتحمل كل من القادة ووسائل الإعلام مسؤوليات أخلاقية. قد يحتاج القادة إلى أن يكونوا شفافين أكثر، لأن خطر الاختراقات الرقمية والفضح ستكون عملة جاري بها العمل…. في حين يجب أن تسعى وسائل الإعلام إلى الدقة والإنصاف. ومع ذلك، قد يصبح الخط الفاصل بين المعلومات والترفيه أكثر ضبابية، مما يؤثر على كيفية تقديم القادة لأنفسهم وكيفية تغطية وسائل الإعلام لهم.”
وشدد على أن “العولمة ستلعب دوراً أيضاً. فقد يضطر القادة إلى معالجة القضايا الدولية بشكل أكبر، ويمكن لوسائل الإعلام أن تربط بين الجماهير العالمية، مما يجعل تصرفات القادة أكثر وضوحاً في جميع أنحاء العالم. وقد يؤدي هذا إلى المزيد من الضغوط على القادة للنظر في التأثيرات العالمية لقراراتهم.”

لا يمكن تجاهل تأثير التكنولوجيا، مضيفا الجابري، بحيث” يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد القادة في تحليل البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة، وقد تستخدم وسائل الإعلام الذكاء الاصطناعي لتخصيص موجزات الأخبار. ولكن هناك خطر حدوث غرف صدى واستقطاب إذا أظهرت الخوارزميات فقط المحتوى الذي يعزز المعتقدات القائمة. (نقصد في الإعلام بغرف صدى : تضخيم القناعات والمعقتدات أو تعزيزها بالتواصل والتكرار داخل نظام مغلق”.
وخلص رئيس فرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف إلى أ”ن العلاقة بين القادة في المستقبل ووسائل الإعلام ستكون ديناميكية، وتتأثر بالتقدم التكنولوجي، والاعتبارات الأخلاقية، والتغيرات المجتمعية. ويتعين على القادة أن يتحركوا في مشهد إعلامي معقد للتواصل بشكل فعال، والحفاظ على الثقة، ومعالجة التحديات العالمية، في حين يتعين على وسائل الإعلام أن توازن بين الحاجة إلى السرعة والمشاركة والدقة والمسؤولية”.

وأبرز ممثل وكالة تنمية أقاليم الشرق، عبد المجيد رابح، الدور المحوري للمجتمع المدني في تكوين وتأطير الشباب، وتنمية قدراتهم، ليصبحوا فاعلين إيجابيين في مجتمعاتهم، وقادرين على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعترض مسيرتهم.

وركزت باقي المداخلات على أهمية إشراك الشباب كفاعل رئيسي في خلق التنمية المستدامة، وتعزيز هذه المشاركة في مختلف المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرين، في هذا الصدد، إلى أن الابتكار وريادة الأعمال الخضراء يمثلان رافعة أساسية للنهوض بالاقتصاد المستدام.

وينظم هذا الملتقى، الذي يتضمن برنامجه ندوات، وموائد مستديرة، وورشات موضوعاتية، يؤطرها خبراء وأساتذة جامعيون، بدعم من وكالة تنمية أقاليم الشرق، وعمالة إقليم بركان، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبتعاون مع مجلسي جماعة وإقليم بركان، وجامعة محمد الأول بوجدة، والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة والدار البيضاء، ومجال بركان.