إفريقياالرئيسية

وثائق سرية تكشف الموقف الأمريكي من“البوليساريو” والصحراء

واشنطن عارضت إدماج “البوليساريو” في منظمة الوحدة الإفريقية

كشفت وثائق سرية رفعت عنها الولايات المتحدة الأمريكية السرية مؤخرا عن موقف الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس رونالد ريغان تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث أظهرت الوثائق تحذيرات أمريكية صريحة من تداعيات قبول “البوليساريو” كعضو في منظمة الوحدة الإفريقية.

كشف وثائق دبلوماسية سرية حول موقف أمريكا من النزاع

تضمنت الوثائق التي تم الإفراج عنها سجلات دقيقة للسياسة الخارجية الأمريكية خلال تلك الفترة،وهي محفوظة في مكتبة ريغان، ومكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي وهيئة الأركان المشتركة.وقد شملت الوثائق برقيات دبلوماسية وتقارير استخباراتية حساسة،بعضها خضع لحجب جزئي أو كلي لدواع أمنية.

وأشارت الوثائق إلى أن الولايات المتحدة،على غرار الإدارات الأمريكية السابقة،كانت تسعى لإنهاء النزاع في الصحراء المغربية،معتبرة أن بعض الخطوات التي اتخذتها منظمة الوحدة الإفريقية في ذلك الوقت قد تعرقل جهود السلام في المنطقة.

برقية دبلوماسية أمريكية تحذر من الاعتراف بـ”البوليساريو”

من بين الوثائق التي تم الكشف عنها برقية دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 27 فبراير 1982، وجّهت إلى جميع السفارات الأمريكية (باستثناء أديس أبابا)،حيث تضمنت تعليمات واضحة للسفراء الأمريكيين بنقل رسالة تحذيرية إلى حكومات الدول الإفريقية بشأن تداعيات قبول “البوليساريو” كعضو في منظمة الوحدة الإفريقية.

وجاء في البرقية أن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من أن مبادرة السلام الخاصة بالصحراء،التي أطلقتها منظمة الوحدة الإفريقية، قد تتعرض لعرقلة خطيرة،أو ربما تفقد قيمتها بالكامل،بسبب قرار الأمانة العامة للمنظمة بإشراك “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” في الاجتماع الوزاري الذي كان منعقدا في أديس أبابا آنذاك.

معارضة واسعة داخل منظمة الوحدة الإفريقية

أشارت البرقية إلى أن عددا كبيرا من الدول الإفريقية رفضت المشاركة في الاجتماع الوزاري احتجاجا على إشراك “البوليساريو”، ومن بينها:
• جمهورية إفريقيا الوسطى
• الكاميرون
• جيبوتي
• غينيا
• غينيا الاستوائية
• ساحل العاج
• موريشيوس
• المغرب
• النيجر
• السنغال
• السودان
• زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا )
• جزر القمر
• غامبيا
• الصومال

وأكدت الوثيقة أن هذه الدول أعربت عن استيائها من قرار منظمة الوحدة الإفريقية،معتبرة أنه يشكل تجاوزا واضحا للآليات الدبلوماسية المتفق عليها لحل النزاع.

واشنطن: الاعتراف بـ”البوليساريو” يهدد عملية السلام

أوضحت البرقية أن إدماج “البوليساريو” في منظمة الوحدة الإفريقية قد يعرقل جهود السلام ويقوض إمكانية التوصل إلى حل سلمي للنزاع.

كما حثت السفارات الأمريكية حكومات الدول الإفريقية على إصدار تعليمات واضحة لرؤساء وفودها في أديس أبابا،تطالبهم بالانضمام إلى المجموعة التي رفضت المشاركة في الاجتماع الوزاري، تعبيرا عن رفضها لهذا القرار الأحادي الجانب.

الانعكاسات الاستراتيجية للموقف الأمريكي

يكشف هذا الموقف الأمريكي أن واشنطن كانت تدرك مبكرا المخاطر الجيوسياسية التي قد تنجم عن منح “البوليساريو” اعترافا دبلوماسيا رسميا داخل منظمة الوحدة الإفريقية.ومن خلال هذه التحذيرات، كانت الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على التوازن في المنطقة، وتجنب خلق توترات جديدة قد تؤدي إلى تعقيد الأزمة أكثر.

كما أن الوثائق المسربة تؤكد أن المغرب لم يكن وحده في معارضة قرار إشراك “البوليساريو”، بل كان مدعوما من عدة دول إفريقية نافذة، وهو ما يعكس حجم الانقسام الذي أحدثه هذا القرار داخل منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك.

يؤكد رفع السرية عن هذه الوثائق أن الولايات المتحدة كانت منذ عقود تعارض أي خطوات قد تعزز الاعتراف بـ”البوليساريو” داخل المنظمات الدولية، باعتبارها خطوة قد تعيق جهود التسوية السلمية للنزاع. كما تسلط هذه الوثائق الضوء على الدور الذي لعبه المغرب في حشد الدعم الإفريقي لرفض هذا القرار، ما يعكس الجهود الدبلوماسية التي بذلها على الساحة القارية منذ ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button