احتضنت العاصمة الغانية أكرا وعلى مدار ثلاثة أيام، منتدى للتفكير حول تغيير الحكومات بطريقة غير دستورية في إفريقيا. وشاركت نادية بوعيدا، رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، رفقة سفيرة المملكة المغربية في غانا إيمان واعديل، في أشغال هذا المنتدى الذي ينظم بمبادرة من إدارة الشؤون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الاتحاد الأفريقي.
واستمد هذا الحدث أهميته من تفاقم ظاهرة تغيير الحكومات بطريقة غير دستورية في إفريقيا والمخاوف الكبيرة التي تثيرها بشأن آفاق تعزيز المكاسب الديمقراطية على الساحة السياسية الإفريقية.
وقد أثرى فخامة الرئيس الغاني، نانا دانكوا أكوفو أدو، ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بحضوره ومساهمته في الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى الذي هدف إلى تعميق التفكير وتبادل وجهات النظر المختلفة حول الإطارات المعيارية الحالية وآليات الدبلوماسية الوقائية، باعتبارها وسيلة للحماية من التغييرات غير الدستورية للحكومات في إفريقيا، بما يتماشى مع توصيات الاجتماع 1061 لمجلس الاتحاد الأفريقي المنعقد بتاريخ 27 يناير 2022.
وأغنت نتائج أشغال هذا المنتدى المنظم في أكرا النقاش رفيع المستوى الذي سيُجرى في إطار القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي المقرر عقدها يومي 27 و28 ماي 2022 بمالابو.
وألقت نادية بوعيدا كلمة أكدت من خلالها أن البرلمان يعتبر أحد أهم الآليات المؤسساتية التي ينبغي تعبئتها ضمن استراتيجية التصدي لتغيير الحكومات بطريقة غير دستورية، وسجلت أن هذه الظاهرة تساءل البرلماني الافريقي لأنها تؤثر مباشرة على الممارسة الديمقراطية.
وأوضحت بوعيدا أن التقاليد المؤسساتية في المغرب، والذي ترسخت عبر قرون، مكنت من اجتياز مراحل صعبة في ظل من الهدوء والاستقرار، مضيفة أن “بلادنا حريصة على المساهمة في استقرار قارتنا الأفريقية والانخراط في رفع كل التحديات”.
وأكدت بوعيدا أن روح التضامن الذي يجب أن يطبع العمل الافريقي المشترك يفرض من حيث الواجب المعنوي والتاريخي الاستجابة لتطلعات وانتظارت كافة أعضاء العائلة الافريقية صغيرها وكبيرها، غنيها أو فقيرها.
وقالت بوعيدا أنه “كبرلمانيين لدينا إيمان راسخ في الخيار الديمقراطي الذي تعاهدنا بخصوصه بقناعة مع شعوبنا التي نمثلها”، مضيفة أن “البرلمانيين هم الأوائل الذين سيقومون برد فعل عندما تواجه ديمقراطياتنا الحديثة هذه الظاهرة التي لا تقتصر فقط على افريقيا ولكن كذلك الديمقراطيات العريقة التي تشهد كذلك أزمات مؤسساتية”. وأشارت الى أن تظافر الجهود ستمكن الجميع من استتباب النظام الدستوري في بلدان القارة الإفريقية التي عليها أن تواجه اختبارات صعبة وأن البرلماني المتواجد دائما في الخط الأمامي يعتبر إذا ما توفرت الشروط المناسبة محركا للانتقال والتجديد الديمقراطي.
وخلصت بوعيدا إلى أنه فضلا عن دوره في التأطير فإن البرلمان يشكل مدرسة في المواطنة، مشيرة إلى أن “برلمان الطفل” يعتبر آلية لمواكبة طموحات ممثلي الشعوب في المستقبل.
وأجرت بوعيدا على هامش مشاركتها في المنتدى مباحثات مع بانكول أديوي مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن، الذي عقد بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، محمد عروشي. وعبرت بوعيدا خلال هذا الاجتماع لمفوض الاتحاد الإفريقي عن الاستعداد للتعاون الوثيق مع المفوضية لإضفاء دينامية برلمانية على التعاون البناء الذي يجمع المغرب ومفوضية الاتحاد الإفريقي.
وأعرب مفوض الاتحاد الإفريقي من جهته، عن ارتياحه لما أسفرت عنه زيارته الأخيرة إلى المغرب، وأكد الاهتمام الخاص الذي يوليه للمساهمة البرلمانية المغربية فيما يتعلق بموضوع تغيير الحكومات بطريقة غير دستورية في إفريقيا.