Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقيا

فشل دبلوماسي… أم مجرد تمرين في الفشل؟

في مشهد يُذكرنا بتلك اللحظات التي تظن فيها أنك على وشك الفوز بجائزة لكنك تجد نفسك في آخر لحظة تقف أمام “جائزة ترضية”، الجزائر تُخفق في الفوز بعضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي. رغم الجهود الكبيرة التي بذلها وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي كان يعتقد أن الحشد الدولي له سيكون أسهل من تحضير طبق الكسكس، إلا أن الجزائر لم تتمكن من الحصول على الأصوات الكافية. يمكننا أن نقول إن هذا الفشل كان مثل “أحلى هزيمة” حصلت عليها الجزائر في قمة الاتحاد الأفريقي التي تقدت في أديس أبابا خلال يومي 15 و16 فبراير 2025 الجاري.


والمضحك في الأمر أن الإعلام الجزائري أصر على أن مرشحهم كان فقط بحاجة إلى ثلاث أصوات إضافية ليحقق الأغلبية! هذا يبدو وكأنه عذر الطالب الذي لم ينجح في الامتحان، وقال: “بس لو الأستاذ كان قدّم لي أسئلة أسهل، كنت جبت الدرجة كاملة”. لكن هناك من يعتقد أن الجزائر في الواقع كانت بحاجة إلى أكثر من ثلاث أصوات… ربما تحتاج إلى استراتيجيات جديدة أو حتى إلى تحديد أولوياتها. فهل تركز على منافسة المغرب، أم تحل الأزمات التي تدور في دول الجوار مثل مالي، التي لم تترك الجزائر تمر دون “لسعة” اتهاماتها بالتدخل في شؤونها الداخلية؟

ورغم ذلك، يواصل الإعلام الجزائري الترويج لفكرة أن “الفوز كان قريبًا”، وأن الجزائر سترشح نفسها مجددًا. حسنًا، إذا كان الفشل في المرة الأولى هو مجرد تمرين، فماذا ينتظرها في الجولات القادمة؟ هل ستكون الجزائر قادرة على إعادة بناء الثقة؟ أم أن العالم الأفريقي أصبح أكثر اهتمامًا بالشراكات الاستراتيجية مع جيرانها، بينما الجزائر تواصل لعب دور “اللاعب” الذي يدخل المباراة متأخرًا؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، ولكن على الأرجح، هذا النوع من “الفشل” سيصبح مدرسة دبلوماسية أخرى!

في النهاية، يبقى السؤال: هل ستتمكن الجزائر من تحديث استراتيجياتها الدبلوماسية لتواكب التغيرات في الساحة الإفريقية، أم ستظل عالقة في “فخ الحقائب” و”شراء الأصوات”؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button