كيف يصل الإنترنت إلينا حقًا؟ الحقيقة التي قد تفاجئك!

هل سبق لك أن تساءلت عن مصدر الإنترنت؟ قد تعتقد أنه يأتي من الفضاء عبر الأقمار الصناعية، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا وأقرب إلى قاع البحر! .
يعتمد الإنترنت بشكل أساسي على شبكة عالمية من كابلات الألياف الضوئية الممتدة تحت المحيطات، والتي تعتبر الشريان الرئيسي للاتصال العالمي.
وفقا لحلف شمال الأطلسي، تمتد هذه الكابلات لمسافة 1.3 مليون كيلومتر، وتنقل يوميا معاملات مالية بقيمة 10 تريليونات دولار. لكن كيف تعمل هذه الكابلات؟
تتكون كابلات الإنترنت البحرية من ألياف ضوئية محاطة بطبقات حماية متعددة، ويتم وضعها على قاع البحر بواسطة سفن متخصصة.في المناطق القريبة من السواحل،تدفن الكابلات تحت قاع البحر لحمايتها.عملية مد هذه الكابلات معقدة وتستغرق سنوات من التخطيط،حيث يجب تحديد المسار الأمثل لتجنب العوامل البيئية والتجارية التي قد تؤثر عليها.
مخاطر الكابلات البحرية: بين الأعطال والتخريب
تعتبر هذه الكابلات بنية تحتية حيوية، لكنها أيضا ضعيفة أمام التهديدات المختلفة. وفقا لمؤسسة “تيليجيوغرافي”،تحدث حوالي 200 عطل سنويا،معظمها نتيجة أنشطة الصيد أو سحب المراسي.
لكن في السنوات الأخيرة،شهد العالم تعطلات غامضة في مناطق مثل بحر البلطيق والمحيط الهادئ،مما أثار مخاوف من عمليات تخريبية متعمدة.
إضافة إلى المخاطر الفيزيائية، تتعرض الكابلات أيضا للتجسس والمراقبة.فخلال الحرب الباردة، تمكنت الولايات المتحدة من التنصت على الكابلات البحرية السوفيتية لاعتراض الاتصالات السرية.واليوم تبقى هذه الكابلات هدفا للاستخبارات والقرصنة السيبرانية.
ماذا يحدث إذا انقطع أحد الكابلات؟
إصلاح الكابلات البحرية عملية معقدة ومكلفة،حيث تتراوح تكلفتها بين مليون و3 ملايين دولار،وقد تستغرق عدة أشهر. وعلى الرغم من أن الشركات المشغلة تمتلك عادة كابلات احتياطية لضمان استمرارية الخدمة، إلا أن هجوما منسقا على عدة كابلات يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الإنترنت في دولة بأكملها،بل وقد يؤثر على خدمات عالمية رئيسية.
في عالم يعتمد بشكل متزايد على الاتصال الفوري، تبقى كابلات الإنترنت البحرية بمثابة الشريان الخفي لعصرنا الرقمي ومصدرا للقلق الأمني في الحروب السيبرانية القادمة.