تنافس قوي على رئاسة البنك الأفريقي للتنمية: خمسة مرشحين في السباق الانتخابي

يشهد البنك الأفريقي للتنمية تنافسًا قويًا على منصب رئاسته، مع إعلان خمسة مرشحين رسميًا لخلافة الرئيس الحالي، النيجيري أكينوومي أديسينا، الذي تنتهي ولايته هذا العام. ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات في 29 ماي 2025 بمقر البنك في أبيدجان، ساحل العاج، حيث سيختار مجلس محافظي البنك الرئيس الجديد لقيادة المؤسسة خلال السنوات القادمة.
– المرشحون والتحديات أمامهم
يتوزع المرشحون جغرافيًا بين غرب ووسط وجنوب القارة، ويأتي على رأسهم مرشحان من غرب أفريقيا:
سيدي ولد التاه (موريتانيا): تولى منصب وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية في بلاده بين عامي 2008 و2015، وشغل لاحقًا منصب المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، مما أكسبه خبرة كبيرة في التمويل التنموي داخل القارة.
أمادو هوت (السنغال): خبير اقتصادي شغل منصب وزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي في بلاده بين عامي 2019 و2022، وعمل سابقًا في البنك الأفريقي للتنمية كنائب للرئيس، مما يجعله على دراية عميقة بآليات عمل المؤسسة.
– من جنوب القارة، يتنافس مرشحان بارزان:
صمويل مونزيلي مايمبو (زامبيا): اقتصادي بارز ذو خبرة طويلة في الشؤون المالية الإقليمية، مع خلفية قوية في سياسات التمويل التنموي.
باجابوليلي سوازي تشابالالا (جنوب أفريقيا): شغل سابقًا منصب نائب رئيس البنك الأفريقي للتنمية، مما يمنحه ميزة معرفة دقيقة بإدارة البنك وسياساته الداخلية.
أما المرشح الخامس فهو من وسط أفريقيا:عباس محمد تولي (تشاد): المحافظ السابق لبنك دول وسط أفريقيا، حيث قاد المؤسسة بين عامي 2017 و2024، مما يجعله صاحب خبرة واسعة في السياسات النقدية والتنمية المصرفية الإقليمية.
-البنك الأفريقي للتنمية: مؤسسة مالية رائدة في القارة
تأسس البنك الأفريقي للتنمية عام 1964، ويعد واحدًا من أبرز المؤسسات المالية متعددة الأطراف في القارة. يضم البنك في عضويته 81 دولة، منها 54 دولة أفريقية إلى جانب دول شريكة من خارج القارة.
يعتمد البنك في تمويل مشاريعه على مساهمات الدول الأعضاء، القروض الدولية، وعائدات استثماراته، ويخصص موارده لدعم مشاريع التنمية في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية، الزراعة، النقل، الطاقة، والصحة، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتقليل الفجوة التنموية بين الدول الأفريقية.
-انتخابات حاسمة ومسار البنك في المرحلة القادمة
سيقوم مجلس محافظي البنك، المكوّن من ممثلي الدول الأعضاء (وزراء المالية والتخطيط أو محافظي البنوك المركزية)، بانتخاب الرئيس الجديد، وستكون أولويات الإدارة القادمة مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة في القارة، مثل أزمة الديون، تأثيرات التغير المناخي، تعزيز التكامل الإقليمي، ودعم الاقتصاد الرقمي.
من المتوقع أن يكون التنافس قويًا، خاصة مع تصاعد التحديات الاقتصادية في أفريقيا، مما يجعل اختيار القيادة الجديدة للبنك أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل التنمية في القارة.