انخفاض صادم في أسواق الماشية بالمغرب بعد قرار إلغاء عيد الأضحى

في خطوة غير مسبوقة، أصدر الملك محمد السادس قرارًا ملكيًا بإلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام، المقرر في 6 يونيو 2025. يأتي هذا القرار في ظل تحديات اقتصادية ومناخية حادة، أبرزها الجفاف المستمر الذي أدى إلى انخفاض مخزون المياه في السدود إلى أقل من 30% من سعتها، وتراجع القطيع الوطني بنسبة 38% منذ عام 2016.
هذا القرار الملكي الحكيم يهدف إلى حماية الفئات ذات الدخل المحدود من الأعباء المالية المرتبطة بشراء الأضاحي، خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم نتيجة نقص المعروض. كما يسعى إلى الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية من الاستنزاف، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
فور صدور القرار، شهدت أسواق الماشية في المغرب انخفاضًا حادًا في أسعار الأضاحي، حيث تراجعت الأثمنة بأكثر من النصف. هذا الانخفاض السريع يعكس حالة الارتباك بين المربين والتجار، الذين سارعوا إلى بيع مواشيهم خوفًا من تراجع الطلب.
لاقى القرار ترحيبًا واسعًا من مختلف شرائح المجتمع المغربي، بما في ذلك الأحزاب السياسية التي وصفته بـ”القرار الحكيم” الذي يتجاوب مع تطلعات المواطنين ويراعي الظروف الاقتصادية والمناخية الراهنة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء شعيرة عيد الأضحى في المغرب؛ فقد سبق وأن أُلغي الاحتفال بهذه المناسبة في أعوام 1963 و1981 و1996، بسبب ظروف اقتصادية ومناخية مشابهة.
في ظل هذه التطورات، دعت السلطات المواطنين إلى تفهم دوافع القرار والتعاون من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة، مع التأكيد على أهمية التضامن والتكافل الاجتماعي في مثل هذه الأوقات.