Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقيا

الحرب الإعلامية الجزائرية ضد المغرب.. استراتيجية تضليل أم عقدة تاريخية؟

الحرب الإعلامية الجزائرية ضد المغرب: استراتيجية تضليل أم عقدة تاريخية؟

في خضم تصاعد الهجمات الإعلامية الجزائرية الممنهجة ضد المغرب، يُجمع خبراء ومحللون على أن هذه الحملة ليست مجرد دعاية عدائية، بل تندرج ضمن استراتيجية شاملة تستهدف تقويض مؤسسات الدولة المغربية وتشويه صورتها أمام الرأي العام المحلي والدولي. تتخذ هذه الحرب الإعلامية أشكالًا متعددة، بدءًا من التلاعب بالمعلومات، مرورًا بالترويج للأخبار الزائفة، وصولًا إلى محاولات التأثير على الإدراك الجماعي للمغاربة عبر خطاب مضلل.

عبد الكبير أخشيشن: الإعلام المغربي في قلب المواجهة

شدد عبد الكبير أخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على أن الإعلام المغربي يواجه تحديًا استراتيجيًا في ظل حملات التضليل الجزائرية، الأمر الذي يتطلب تعزيز الثقة والاحترافية لمواجهة هذه التحديات. وأكد أن النقد الذاتي ضروري لتطوير الأداء الإعلامي، لكنه يجب أن يقترن بتقوية الإعلام المغربي وجعله أكثر تنافسية على الصعيد الدولي.

وأوضح أخشيشن أن الإعلام العمومي يجب أن يكون في طليعة هذه المواجهة، عبر تحديث أدواته وتقديم محتوى قوي يعتمد على الحقائق والبحث المعمق. كما أشار إلى أن الجزائر، رغم محاولاتها المتكررة، تفتقر إلى أي نفوذ حقيقي في المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، مما يدفعها إلى استخدام الإعلام كأداة رئيسية في معركتها ضد المغرب.

ميلود بلقاضي: “حرب الإدراك” بديلًا عن الفشل الدبلوماسي

من جانبه، أكد المحلل السياسي ميلود بلقاضي أن الجزائر، بعد إخفاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية، انتقلت إلى أسلوب جديد في الحرب ضد المغرب، وهو ما يعرف بـ”حرب الإدراك”. هذه الحرب تهدف إلى التأثير على وعي الجماهير وتشويه المؤسسات الحيوية للدولة المغربية، من خلال حملات إعلامية مكثفة تسعى إلى التشكيك في شرعية المؤسسات الدستورية وزعزعة ثقة المواطنين بها.

وأشار بلقاضي إلى أن الجزائر ركزت في البداية على مهاجمة القضاء المغربي في محاولة لتصويره على أنه غير مستقل، ثم انتقلت إلى استهداف الأجهزة الأمنية لإعطاء انطباع بوجود حالة من عدم الاستقرار. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل حاولت المس بالمؤسسة الملكية عبر نشر الأكاذيب والمغالطات، بهدف تقويض وحدة الدولة المغربية وإضعاف موقفها الإقليمي والدولي.

أحمد نور الدين: عقدة تاريخية تحكم سياسات الجزائر

أما الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين، فقد اعتبر أن العداء الجزائري تجاه المغرب لا يمكن فهمه فقط من منظور الصراعات السياسية التقليدية، بل هو نابع من أزمة هوية تاريخية يعاني منها النظام الجزائري منذ استقلاله.

وأوضح نور الدين أن الجزائر تحركها “عقدة النشأة”، حيث يحاول النظام الجزائري باستمرار البحث عن عدو خارجي لصرف الأنظار عن مشاكله الداخلية، وقد جعل من قضية الصحراء المغربية ذريعة لإدامة النزاع مع المغرب. وأضاف أن الجزائر لم تتردد في سحب سفرائها من الدول التي اعترفت بمغربية الصحراء، ودخلت في صراعات حتى مع منظمات دولية، في خطوة تعكس هوسها بعرقلة التقدم المغربي بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها الوطنية.

وأشار إلى أن هذه السياسات ليست جديدة، فقد بدأها الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، الذي تبنى استراتيجية جعل قضية الصحراء “حجرة عثرة” في طريق المغرب، بهدف تفادي مراجعة الحدود التاريخية التي رسمتها فرنسا خلال حقبة الاستعمار.

المواجهة الإعلامية ضرورة ملحة

أجمع الخبراء الثلاثة على أن الحرب الإعلامية ضد المغرب ليست مجرد حملات عابرة، بل هي جزء من استراتيجية منظمة تهدف إلى التأثير على الرأي العام المحلي والدولي، مما يستدعي استجابة إعلامية قوية ومدروسة. فالمعركة لم تعد مقتصرة على الدبلوماسية والسياسة، بل أصبحت حربًا على مستوى الإدراك الجماعي، تستهدف التأثير على وعي الجماهير وتوجيه الرأي العام.

لذلك، يُطالب الإعلام المغربي بالتحول إلى قوة ناعمة قادرة على تفكيك المغالطات الجزائرية وكشف زيفها، من خلال إنتاج محتوى إعلامي مهني يعتمد على الحقائق والمعطيات الموثوقة، مع تعزيز الحضور على المستوى الدولي لمواجهة هذا التحدي بأساليب حديثة وفعالة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button