العيون تحتفي بذكرى معركة الدشيرة وجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية

نظّمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم الجمعة بمدينة العيون، مهرجانًا خطابيًا بمناسبة تخليد الذكرى الـ67 لمعركة الدشيرة والذكرى الـ49 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي كلمته خلال هذا المهرجان الذي احتضنه قصر المؤتمرات، أكد السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن الاحتفاء بهاتين المحطتين التاريخيتين هو فرصة لاستحضار نضالات الشعب المغربي من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
وأشار الكثيري إلى انخراط أبناء الأقاليم الجنوبية منذ اللحظات الأولى في مسيرة الكفاح الوطني، حيث تصدوا للأطماع الاستعمارية وقدموا تضحيات جسيمة دفاعًا عن الهوية الوطنية والمقدسات الدينية. كما ذكّر بالدور المحوري لأبناء الصحراء المغربية في مقاومة الاحتلال الإسباني، مؤكدًا على تمسكهم الدائم بروابط البيعة والولاء للعرش العلوي المجيد.
وسلّط المندوب السامي الضوء على الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس إلى محاميد الغزلان في 25 فبراير 1958، والتي كانت إعلانًا صريحًا لعزم المغرب على استكمال وحدته الترابية، مؤكدًا أن هذه الروح الوطنية استمرت تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل قضية الصحراء المغربية في صدارة السياسات الوطنية والدبلوماسية.
كما شهدت التظاهرة تكريم عشرة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عرفانًا بتضحياتهم ودورهم في الدفاع عن الوطن. ولم يقتصر التكريم على الجانب المعنوي، بل شمل تقديم إعانات مالية لـ60 مستفيدًا، بغلاف مالي بلغ 120 ألف درهم، دعمًا لقدماء المقاومين وأرامل المتوفين منهم.
وفي ختام الفعاليات، قام الوفد الرسمي بزيارة لمقبرة الشهداء بجماعة الدشيرة، حيث تم الترحم على أرواح شهداء المقاومة وجلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، في مشهد جسّد التقدير والوفاء لتاريخ نضالي مشرّف يظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.