أخبارقصص متحركةمجتمع

تحالف العدالة ضد جشع أخطبوط الفساد بمدينة مرجانة

في مدينة “مرجانة”، تلك المدينة البعيدة عن البحر والتي تُحيط بها الحقول والوديان، كان أهلها يُعانون من غلاء فاحش في أسعار كل شيء، حتى السمك الذي يُجلب من المدن الساحلية أصبح طعامًا للأغنياء فقط. رغم أن السوق كان ممتلئًا بالبضائع، فإن الأسعار كانت تحلّق في السماء، والناس بالكاد يستطيعون توفير لقمة العيش.

وسط هذه الأوضاع، كان هناك شاب يُدعى “سالم”، يملك متجرًا صغيرًا لبيع السمك بانواعه. كان سالم شابًا هادئًا، لكنه كان يحمل في قلبه نارًا ضد الظلم والجشع الذي يُمارسه تجار المدينة، وعلى رأسهم “الحاج منصور” — الرجل الذي يُسيطر على سوق السمك والمواد الغذائية والمحروقات وكل شيء وكأنه ملكه الخاص.

ذات صباح، قرر سالم أن يفعل شيئًا لم يجرؤ عليه أحد. في اليوم التالي، علّق لافتة كبيرة على باب متجره: “السمك بخمسة دراهم فقط!” — بينما كان سعرها في المتاجر الأخرى يصل إلى ثلاثين درهمًا.

انتشر الخبر كالنار في الهشيم. الناس توافدوا إلى متجر سالم، مُندهشين: “هل هذا صحيح؟ سمك طازج وبسعر كهذا؟” وبالفعل، كانت الأسماك طازجة وجودتها عالية.

في نفس اليوم، جلس الحاج منصور في مكتبه الفخم، يُراقب من هاتفه طوابير الناس أمام متجر سالم. كان الغضب يُشعل عينيه. استدعى مساعديه وقال: “سالم يُهدد تجارتنا… ولن أسمح له بذلك!”

وفي تلك الليلة، وبينما كان سالم يُغلق متجره، ظهر أمامه رجل غريب بملامح قاسية وهمس: “لقد بدأت حربًا… استعد للعواقب.”

استيقظت المدينة على حديثٍ واحد: السمك الرخيص في متجر سالم. الناس بدأوا يتساءلون: “إذا كان سالم يبيع السمك بهذا السعر، فلماذا يبيعه الحاج منصور بثلاثين درهمًا؟”

في السوق الكبير، كانت وجوه التجار ممتقعة، خاصة الحاج منصور. استدعى سالم إلى مكتبه وقال: “استمع إليَّ جيدًا… ما تفعله خطر. ارفع أسعارك، وإلا ستندم.”

لكن سالم ردّ بهدوء: “إذا كان بيع السمك بسعر عادل يُعد خطرًا… فأنا مستعد له.”
في اليوم التالي، تعرض متجر سالم لمحاولة تخريب. احترقت بعض البضائع، لكن الناس وقفوا إلى جانبه، يُساعدونه على تنظيف المتجر وإعادة ترتيبه.

ردّ سالم على الهجوم بخطوة جريئة: خفّض سعر السمك إلى أربعة دراهم. الناس بدأوا يتساءلون: “كم كان التجار يربحون منا طوال هذه السنوات؟”

وفي اجتماع شعبي، وقف سالم أمام حشد من الناس وقال: “هذه ليست حربًا على الأسعار… إنها حرب على الظلم. يجب أن تعرفوا أنكم تستحقون حياة أفضل، وأن خيرات هذه البلاد من حقكم.”
مع تصاعد الاحتجاجات، حاول الحاج منصور إيقاف سالم بعرض مغرٍ: “تعال نعمل معًا… سأمنحك أرباحًا لم تحلم بها.”

لكن سالم رفض: “لست للبيع. والناس أيضًا ليسوا للبيع.”
ردًا على رفض سالم، استُخدمت السلطات لإغلاق متجره بحجة مخالفات صحية. لكن الناس لم يسكتوا. خرجوا في مظاهرات ضخمة، يُطالبون بإعادة فتح المتجر ومحاسبة التجار المحتكرين.

تشكل “تحالف العدالة” بقيادة سالم، وانضم إليه المعلم زكريا، والطبيبة ليلى، والخضار خالد، والجزار عبد الله، وعدد من مزارعي المدينة… قرروا فتح أسواق شعبية لبيع المنتجات بأسعار عادلة، فبدأ الاحتكار ينهار.
في ليلة مُظلمة، اختفى سالم. انتشر الذعر في المدينة، لكن التحالف لم يتوقف. وبعد أيام، تلقوا رسالة: “إن أردتم رؤية سالم حيًا… توقفوا عن هذه الفوضى.”
اجتمع التحالف لاتخاذ قرار. البعض خاف على حياة سالم، لكن ليلى قالت: “إذا استسلمنا الآن، سنخسر كل شيء.”
بفضل جهود التحالف بين الجزار والمزارعين والطبيبة ليلى والمعلم، تم العثور على سالم مُحتجزًا في مستودع يملكه الحاج منصور. تم تحريره، وعاد أقوى من أي وقت مضى.

وفي اجتماع شعبي، تم عرض أدلة الاحتكار والفساد، مما أدى إلى اعتقال الحاج منصور وأتباعه.
انهار الاحتكار، وازدهرت المدينة. عاد متجر سالم للعمل، وأصبحت الأسعار في متناول الجميع.

وفي أمسية هادئة، قال سالم لليلى: “هذه ليست النهاية… إنها البداية فقط.”

وهكذا، أصبحت مدينة “مرجانة” رمزًا للعدالة، بعدما تحررت من قبضة الاحتكار بفضل شجاعة شاب قرر أن يُقاتل من أجل الحق.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button