ملك إسبانيا يوجه صفعة دبلوماسية للبوليساريو ويفشل مخطط خصوم المغرب

في خطوة ذات دلالات سياسية قوية، أفشل ملك إسبانيا فيليبي السادس مخططًا كان يهدف إلى استغلاله في حملة إعلامية ضد المغرب، وذلك خلال حفل تنصيب الرئيس الجديد للأوروغواي. فقد تجاهل الملك الإسباني تمامًا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي رغم وجودهما في الحدث نفسه، مما أحبط محاولات خصوم المغرب الرامية إلى توظيف الصورة في معركة سياسية خاسرة.
وكانت بعض الأطراف، وعلى رأسها وزيرة العمل الإسبانية يولاندا دياز، المعروفة بمواقفها العدائية تجاه المغرب، تأمل في التقاط صورة تجمع الملك الإسباني بزعيم البوليساريو، لاستغلالها كدليل مزعوم على دعم إسباني للطرح الانفصالي. إلا أن فيليبي السادس، بحنكته الدبلوماسية، لم يلتفت إلى غالي ولم يصافحه، بل اكتفى بمصافحة دياز مما أفسد المخطط برمته.
هذا التجاهل الذي لم يكن وليد الصدفة، وفقًا لمحللين سياسيين، يعد رسالة دبلوماسية واضحة من مدريد مفادها أن إسبانيا ليست مستعدة للانخراط في استفزازات سياسية قد تضر بعلاقاتها مع المغرب، خاصة بعد تجاوز أزمة 2021 التي اندلعت إثر استقبال إسبانيا لغالي على أراضيها بهوية مزورة للعلاج. ومنذ ذلك الحين، عملت مدريد على تصحيح مسار العلاقات مع الرباط عبر إعلان دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع حول الصحراء المغربية.
الصحفي الإسباني بولينو روس، في تحليله لهذه الواقعة، أكد أن الصورة التي حاولت بعض الجهات الترويج لها لا تعكس أي موقف رسمي لإسبانيا، مشيرًا إلى أن غياب أي صورة تظهر الملك الإسباني وهو يصافح غالي يعد أكبر دليل على أن فيليبي السادس اختار عن قصد عدم الوقوع في فخ التوظيف الإعلامي المغرض.
وبذلك، تكون هذه المحاولة قد باءت بالفشل، إذ لم تنجح في التشويش على العلاقات الإسبانية المغربية، التي تواصل تطورها نحو شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فيما يبقى خصوم المغرب يبحثون عن أي فرصة، ولو وهمية، لمحاولة إضعاف موقف الرباط القوي في ملف الصحراء المغربية.