الرئيسيةتقارير وملفات

عطب بمحطة “نور 3” الشمسية يكلف المغرب 51 مليون دولار

تكبدت الشركة المنفذة لمحطة “نور 3” للطاقة الشمسية المركزة في المغرب خسائر مالية ضخمة بلغت أكثر من 51 مليون دولار خلال عام 2024، نتيجة لتوقف المحطة عن العمل بسبب أعطاب فنية.

ويأتي هذا العطل عكس طموحات المغرب لتعزيز إنتاجه من الطاقات المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أسباب التوقف والخسائر المترتبة

توقفت محطة “نور 3”،التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 150 ميغاواط، عن العمل منذ مارس 2024 بعد تعرض خزان الأملاح المنصهرة لتسرب أدى إلى تعطيل عمليات التشغيل. ووفقا للشركة السعودية المطورة للمشروع، من المتوقع أن يستمر التوقف حتى نهاية الربع الأول من عام 2025، ما يضيف مزيدا من الأعباء المالية على المشروع.

وذكرت الشركة أن الخسائر المالية الناتجة عن هذا العطل بلغت 191.6 مليون ريال سعودي (51.1 مليون دولار) خلال عام 2024. وقد أثرت هذه المشكلة بشكل مباشر على خطط تطوير مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في المغرب،خاصة مع تكرر الأعطال الفنية في بعض محطات مجمع نور للطاقة الشمسية.

أهمية محطة “نور 3” ضمن مجمع ورزازات

تُعدّ٪؜ محطة “نور 3” واحدة من أربع محطات رئيسية ضمن مجمع ورزازات للطاقة الشمسية،والذي يمثل أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في العالم. يهدف هذا المجمع بقدرة إجمالية تصل إلى 582 ميغاواط، إلى دعم استراتيجية المغرب الرامية إلى رفع نسبة الطاقات المتجددة في مزيج الكهرباء إلى أكثر من 52% بحلول عام 2030.

وقد تم تصميم “نور 3” بتقنية الطاقة الشمسية المركزة مع قدرة تخزين حراري تمتد لثماني ساعات،مما يمكنها من تزويد الشبكة الكهربائية بالكهرباء حتى بعد غروب الشمس. ورغم هذه المزايا،فإن الأعطال الفنية المتكررة تشكل تحديا أمام استدامة المشروع وتحقيق أهدافه الطموحة.

التأثيرات المستقبلية على مشاريع الطاقة المتجددة

ينظر إلى محطة “نور 3” باعتبارها جزءا من رؤية المغرب للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة. إلا أن المشكلات التقنية المتكررة قد تؤثر على خطط تطوير مشاريع أخرى تعتمد على التكنولوجيا نفسها. وأدى هذا التوقف إلى إعادة تقييم مدى موثوقية تقنيات الطاقة الشمسية المركزة مقارنة بالتقنيات الفوتوفولتية، والتي استخدمت في محطة “نور 4” ضمن المجمع نفسه.

ومع استمرار الإغلاق، تتزايد المخاوف حول الجدوى الاقتصادية لمشاريع الطاقة الشمسية المركزة في المغرب، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الصيانة والصعوبات التقنية المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

يشكل توقف محطة “نور 3” للطاقة الشمسية في المغرب تحديا كبيرا أمام خطط البلاد لتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. ورغم أن المغرب يعتبر رائدا في هذا المجال، إلا أن المشاكل الفنية والتكاليف الناجمة عنها قد تعيق تقدم المشروعات المستقبلية. تبقى عودة المحطة إلى العمل في الوقت المحدد حاسمة لضمان استمرارية تطوير قطاع الطاقة النظيفة في المملكة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button