التحالف الدولي يجتمع في مراكش للقضاء على الارهاب في الغرب الافريقي
أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة، عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الاميركي، انتوني بلينكين للمغرب ،في ماي المقبل ،وذلك لرئاسة اجتماع التحالف الدولي ضد “داعش”، كما كشف في مؤتمر صحافي مشترك مع نائبة وزير الخارجية الأميركي “ويندي شيرمان”، عن اجتماع مرتقب في يوليوز المقبل بمراكش للمنتدى الاقتصادي الإفريقي – الاميركي.
وسيزور وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، المغرب الشهر المقبل، بعد زيارته الأولى أواخر مارس المنصرم.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية أن “بلينكن” سيشارك، إلى جانب نظيره المغربي ناصر بوريطة، في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف اختصاراً بـ”داعش”، والذي ستحتضنه مدينة مراكش في 11 ماي المقبل، وذلك لأول مرة في القارة الإفريقية، حيث يسعى المغرب لتركيز الاهتمام الدولي على مواجهة خطر إعادة تموضع التنظيم في القارة.
حضور دولي وازن في مؤتمر مراكش
كما يتوقع حضور الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ”، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل”، اللذين يحضران بانتظام هذه الاجتماعات، رغم عدم تأكيد ذلك من مصادر رسمية. وأعلنت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أن وزير الخارجية الإسباني وشؤون الاتحاد الأوروبي “خوسي مانويل ألباريس”، سيحضر الإجتماع رفقة وزراء الدول الـ 84 التي يتكون منها الائتلاف.
تحالف دولي للقضاء على الارهاب
وتأسس التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” عام 2014 بمشاركة تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بهدف القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق من خلال العمليات العسكرية، وخطط مكافحة تمويل الإرهاب، والسيطرة على المقاتلين الإرهابيين الأجانب ومراقبتهم، والدعاية المضادة والمساعدة في إعادة إعمار واستقرار المناطق المحررة. وعلى إثر نجاح المهمة الأولى في يونيو 2021، وافق أعضاء التحالف على تحويل تركيزهم على إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، حيث ازدادت التوترات وسيطر الإرهابيون على جزء كبير من المنطقة. وانضمت إلى الدول الـ 79 التي تم دمجها أصلاً في التحالف في عام 2021، أعضاء جدد، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، والكونغو وموريتانيا، واليمن.
وقال مسؤول الدبلوماسية الأمريكية على “تويتر” أن تنظيم “داعش” لا يزال يشكل خطراً، وأنه يواصل استقطاب قطاعات معينة من السكان، داعياً إلى أن يشمل التحالف الدولي ضد هذا التنظيم مبادرات مدنية لإزالة التطرف وتحقيق الإستقرار في المناطق المحررة.
وأجرى ناصر بوريطة منذ يومين مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي، مع وزيرة الشؤون الخارجية بمملكة النرويج “أنيكين هويتفيلد”، التي أكدت مشاركتها في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش” الذي سيشارك فيه رؤساء ودبلوماسيون وممثلون من 80 دولة ومنظمة، ونوهت الوزيرة “هويتفيلد” بالدور الهام الذي يضطلع به المغرب بصفته شريكاً وقطباً للسلام والاستقرار في المنطقة.
عمليات إرهابية تهدد السلم والأمن بالغرب الافريقي
ويُذكر، أن “داعش” في غرب إفريقيا، قد سبق وأعلنت في 30 يناير الماضي مسؤوليتها عن هجوم في “شيتيما” بالنيجر، وهي القرية التي كانت في السابق تحت سيطرة “بوكو حرام”، ونجحت في تحصيل 30 مليون “نايرا” (ما يعادل 64 ألف يورو). فهل كانت الحاجة الاقتصادية هي الدافع لشن ذلك الهجوم؟
وأصبح لفرع “داعش” في غرب إفريقيا وزناً داخل التنظيم الأم في السنوات الأخيرة لدرجة أن مقتل زعيمه، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، حدث في 3 فبراير الماضي، وفي العاشر من نفس الشهر، عُلِم أن زعيم “داعش” في غرب إفريقيا، حبيب يوسف الملقب أبو مصعب البرناوي، قد سافر إلى الموصل بالعراق لأنه عضو في مجلس شورى “داعش” عن إفريقيا.
ونشر الجيش النيجيري في 10 فبراير الماضي، أنه بفضل عملية “هدين كاي” تم القضاء على أكثر من 120 إرهابياً من “بوكو حرام” و”داعش” في شمال شرق نيجيريا. وأجبر ذلك 965 إرهابياً وعائلاتهم على الاستسلام للقوات الحكومية في مواقع مختلفة خلال تلك الفترة. ولا تزال نيجيريا تتصدر العالم من حيث عدد القتلى بسبب الهجمات الإرهابية.
ويأمل الكثير من سكان مناطق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن يؤدي التنسيق بين قوات بلادهم والجيش الأوغندي إلى القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، وسط مخاوف من عدم حدوث ذلك في القريب العاجل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وقصفت القوات الأوغندية في الأشهر الخمسة الماضية جماعة “القوات الديمقراطية المتحالفة” الموالية ل”داعش” في المنطقة الحدودية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأجبرت الهجمات التي وقعت في سلسلة جبال روينزوري الممتدة عبر كلا البلدين، العديد من الكونغوليين على مغادرة منازلهم والانتقال إلى المدن بحثًا عن مأوى.
وذكر دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة في نونبر الماضي لوكالة رويترز أن “رئيس جمهورية الكونغو فيليكس تشيسيكيدي، أبلغ بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام شهر فبراير المنصرم، أنه وافق على تعاون عسكري مع أوغندا ضد “القوات الديمقراطية المتحالفة”، في محاولة لاجتثاث المتمردين. وأضافت الهجمات التي وقعت في العاصمة الأوغندية، كمبالا، العام الماضي من الحاجة الملحة إلى الخطط الجارية بالفعل للعمليات المشتركة لدعم القوات الكونغولية التي تعاني نقصا في الكفاءة والتمويل.
وذكرت التقارير إلى احتمال مشاركة ما بين 1500 و 5 آلاف جندي أوغندي في الحملات العسكرية للقضاء على مقاتلي “داعش” الذي يقدر عددهم بنحو 1500 عنصر، والذي كانوا قبل مبايعة تنظيم الدولة عبارة مجموعات معارضة تشكلت في أواخر تسعينات القرن الماضي لمحاربة قوات الرئيس الأوغندي الأوتوقراطي، يوري موسيفيني، وتقع معسكراتهم في غابات كثيفة حيث ينفذون غارات وحشية على القرى، ويختطفون النساء والأطفال.
يصعب الحصول على أرقام دقيقة، مع وجود عشرات الجماعات المسلحة المتداخلة العاملة في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري، لكن يُعتقد أن داعش قتل ما لا يقل عن 2238 شخصًا واختطفت 896 شخصًا منذ أبريل 2017، وفقًا لموقع Kivu Security Tracker، الذي يراقب العنف في المنطقة.
ووقع في عام 2015 تصدير “داعش”، هذا التنظيم الإرهابي الناشط أساسا في كلّ من سوريا والعراق، إلى القارة الإفريقية.
واتخذت العملية أشكالا مختلفة، سواء كان ذلك من خلال فرع تابع لها كما هو الحال في ليبيا، أو في شكل مبايعين لها، كما هو الشأن بالنسبة لكل من “بوكو حرام” في حوض بحيرة تشاد، أو “ولاية سيناء” بمصر، وأحيانا في شكل أنصار يتقاسمون مع “داعش” نفس الأفكار والإيديولوجيا أوأسلوب العمل.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في نزنبر 2015 مقتل قائد تنظيم “داعش” في ليبيا، أبو نبيل الأنباري، إثر غارة جوّية شنّتها المقاتلات الأمريكية قرب مدينة درنة. ويعتبر هذا الهجوم الجوي الأول من نوعه الذي يعلن عنه الأمريكان ضدّ “داعش” خارج سورية والعراق.