بوتين يذكّر ماكرون بنهاية نابليون..و ماكرون يستنفر قوات بلاده النووية لمواجهة روسيا

في تصعيد جديد على الساحة الدولية، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا مبطنًا إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستحضرًا نهاية الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت بعد تصريحات ماكرون المثيرة للجدل حول استخدام الأسلحة النووية لحماية الاتحاد الأوروبي.
– تصريحات تُشعل الجدل
خلال لقاء بوتين مع موظفي ومستفيدي مؤسسة “المدافعون عن الوطن”، قال: “لا يزال هناك من يريدون العودة إلى زمن نابليون، متناسين كيف انتهى الأمر”. هذه الكلمات تحمل في طياتها رسالة واضحة لماكرون، الذي أثارت تصريحاته الأخيرة قلقًا واسعًا.
ماكرون، في 5 مارس، وصف روسيا بأنها “تهديد مباشر لفرنسا وأوروبا”، ودعا إلى فتح نقاش حول استخدام الترسانة النووية الفرنسية لحماية الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد ما وصفه بتراجع الولايات المتحدة عن دورها القيادي في حلف الناتو وتغيير موقفها من الأزمة الأوكرانية.
– ردود فعل غاضبة
لم يتأخر الرد الروسي، حيث وصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تصريحات ماكرون بأنها “مواجهة للغاية” ومليئة “بالأخطاء والمغالطات”. وأشار بيسكوف إلى أن الناتو هو من يقترب من حدود روسيا، متجاهلًا المصالح المشروعة لموسكو.
من جانبه، أكّد بوتين في مقابلة سابقة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون أن موسكو لا تنوي مهاجمة دول الناتو، واصفًا هذه الفكرة بأنها “عديمة المعنى”. كما اعتبر أن بعض السياسيين الغربيين يثيرون “رعبًا مصطنعًا” من روسيا لصرف انتباه شعوبهم عن الأزمات الداخلية.
– عودة شبح الحرب الباردة؟
تصريحات ماكرون وبوتين تكشف عن تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، مما يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة. استخدام لغة التهديد النووي من قبل رئيس دولة كبرى في الاتحاد الأوروبي، ورد روسيا باستدعاء دروس التاريخ، يعكس مدى خطورة الوضع الحالي.
يبقى السؤال: هل نحن أمام تصعيد دبلوماسي قابل للتهدئة أم أن أوروبا تتجه نحو مواجهة أكثر خطورة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.