Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقيا

أدوات عظمية تعود إلى 1.5 مليون سنة تعيد كتابة تاريخ التكنولوجيا البشرية

في كشف أثري فريد، عثر علماء الآثار في مضيق أولدوفاي بتنزانيا على أقدم أدوات عظمية معروفة، تعود إلى 1.5 مليون سنة، ما يدفع بتاريخ استخدام البشر لهذه الأدوات إلى الوراء بنحو مليون عام. هذه الاكتشافات تغيّر المفاهيم السابقة حول تطور القدرات التقنية لأسلافنا الأوائل.

تتكوّن المجموعة من 27 عظمة متحجرة، حُوّلت إلى أدوات باستخدام تقنيات دقيقة، تُظهر علامات واضحة على التشكيل المتعمّد. وقد صُنعت هذه الأدوات من عظام الفخذ السميكة للفيلة وأفراس النهر، وهو ما يعكس وعيًا متقدّمًا لدى البشر الأوائل في اختيار المواد الخام الأنسب لصناعة الأدوات.

قالت الدكتورة كريستين أديامبو أوجولا، عالمة الآثار في المتحف الوطني بكينيا، والتي لم تشارك في الدراسة: “الأدوات العظمية نادرة لأن العظام تتحلّل مع مرور الوقت. لذا، هناك احتمال أن استخدام هذه الأدوات كان شائعًا منذ فترات طويلة، لكن ما تبقى في الغالب هو الأدوات الحجرية الأكثر مقاومة للتحلل”.

تشير الأبحاث إلى أن هذه الأدوات استُخدمت على الأرجح كفؤوس يدوية لتقطيع جثث الحيوانات، خصوصًا الفيلة وأفراس النهر. وعلى عكس الأدوات التي ظهرت في فترات لاحقة، لم تُركّب هذه الأدوات على مقابض أو تُستخدم كرماح.

ويُعتقد أن هذه الاكتشافات تعود إلى فترة سبقت ظهور الإنسان العاقل (Homo sapiens) بأكثر من مليون عام، حيث كان يسكن المنطقة آنذاك ثلاثة أنواع من أسلاف البشر: هومو إريكتوس، هومو هابيليس، وبارانثروبوس بويزي. ورغم عدم التأكد من أي نوع منهم صنع هذه الأدوات، فإن الأمر يسلّط الضوء على تطور الذكاء والقدرة على التخطيط في تلك العصور المبكرة.

تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة Nature، لتضيف فصلًا جديدًا في فهمنا لتاريخ الابتكار البشري، مؤكدة أن أسلافنا لم يكونوا مجرّد مستجيبين لبيئتهم، بل كانوا يخططون بدقة ويختارون المواد بحكمة لصناعة أدواتهم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button