غير مصنفقصص و شخصيات

في مثل هذا اليوم من رمضان: خلية الفطواكي تستهدف المندوب الفرنسي في مراكش

أجبر علماء مراكش على إصدار فتوى لتحريم العمل الفدائي

في 20 غشت 1953، اتخذت السلطات الاستعمارية الفرنسية قرارا مصيريا بنفي السلطان الشرعي للمغرب، محمد الخامس، وتنصيب السلطان الدمية محمد بن عرفة مكانه، هذا القرار الاستفزازي أشعل شرارة انتفاضة وطنية عارمة، قابلتها سلطات الاحتلال بقمع وحشي، وفي خضم هذه الأحداث، بدأت تتشكل الخلايا المسلحة في مختلف المدن المغربية، كمراكش والدار البيضاء والرباط وفاس وغيرها، كرد فعل طبيعي على سياسة القمع والاستبداد.

وفي مدينة مراكش، تأسست خلايا مسلحة بقيادة مولاي عبد السلام الجبلي ورفاقه من الشهداء، أمثال محمد البقال، ومحمد بن بريك “الفطواكي”، ورحال بن أحمد، وعلي بن الطاهر، وبوبكر بن امبارك، وعلال بن أحمد، وأحمد أقلا، وأحمد باعدي، وغيرهم من الأسماء التي سطرت تاريخ المقاومة المغربية، هؤلاء الرجال، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والاستقلال، كانوا نواة للمقاومة المسلحة التي واجهت الاستعمار بكل شراسة، ولعبت دورا محوريا في تعبئة الشعب المغربي ضد الاحتلال، وساهمت في تأجيج روح المقاومة التي أدت في النهاية إلى استعادة السيادة الوطنية، كانت مراكش، بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال، واحدة من أهم مراكز المقاومة التي أرهقت المستعمر وأجبرته على التراجع.

وتعد عملية تصفية المندوب الفرنسي في مراكش، موريس مونيي، إحدى أهم العمليات التي نفذتها خلايا المقاومة بقيادة حمان الفطواكي، ففي مساء يوم السبت الموافق 15 مايو 1954، الموافق 12 رمضان 1373 هجرية، واستعدادا لساعة الصفر تم تكليف أربعة عناصر من خلية حمان الفطواكي، وهم محمد بن العربي الهوزالي، وعلي رضوان المسفيوي، ومبارك بن بوبكر الدكالي، وعلال بن أحمد الرحماني، بمهمة تصفية مونيي التي شكلت ضربة قوية للإدارة الاستعمارية في مراكش.

فبينما كان موريس موني، يهم بدخول منزله القريب من مقبرة باب دكالة، خارج أسوار مدينة مراكش، إذ فاجأه الفدائيون من رجال المقاومة بإطلاق نار مباغت أخطأه في البداية، قبل أن يتمكن من الوصول إلى الدرج الثالث للمرآب في محاولة للنجاة بنفسه، لكن الفريق الفدائي التابع للشهيد حمان الفطواكي سيطلق وابلا من الرصاص ليسقط المندوب الفرنسي قتيلا مضرجا في الدماء..

وكان المندوب الفرنسي موريس مونيي، القائد العسكري السابق المزداد بالجزائر، والحاصل على وسام رفيع من الجمهورية الفرنسية، رمزا من رموز الإدارة الاستعمارية، معروفا بعدائه الشديد للوطنيين ولكل دعاة الحرية والاستقلال، وقد منحته إدارة الاحتلال سلطات مطلقة في توجيه السياسة والقضاء والتعليم في مراكش والمناطق المحيطة بها، لدرجة أنه كان يحضر محاكمات الوطنيين ليساهم في توجيه القضاة من أجل إصدار أحكام قاسية ضدهم.

ومع تصاعد المقاومة المسلحة في مراكش وزيادة العمليات الفدائية التي تستهدف رموز الإدارة الاستعمارية وعملائها، لجأ مونيي إلى إجبار بعض علماء مراكش على إصدار فتوى تحرم العمل الفدائي، معتبرة إياه إرهابا لا يقره الإسلام، هذه الفتوى، التي نشرتها الصحف الاستعمارية وعلقت على أبواب المساجد، أثارت غضب المقاومة، التي جعلت من تصفية موني أولوية قصوى، خاصة بعد اقتحامه مسجد ابن يوسف مرتديا حذاءه، مما أثار استنكار الطلبة والمصلين.

المصادر:

أرشيف صحيفة الاتحاد الاشتراكي ماي 2009

كتاب المرحوم محمد الحبيب الفرقاني «صفحات من تاريخ المقاومة وجيش التحرير» ص 505.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button