رمضان في عيون الإعلام: كيف يشعل الإعلام شرارة القيم الإنسانية في الشهر الكريم؟

الحدث الإفريقي/ هيئة التحرير
رمضان، ذلك الشهر الذي تحيط به هالة من الروحانية والتفكر، ويعيش فيه المسلمون لحظات من التوبة والصلاة والتضامن.. ولكن، ماذا عن دور الإعلام في هذا الشهر؟ هل يستطيع أن يكون جسرا ينقل لنا القيم الدينية والاجتماعية التي يعززها رمضان؟.
في ظل التحديات التي يواجهها العالم العربي في هذا العصر الرقمي، يبرز الإعلام كأداة فاعلة في نشر رسائل الإيجابية والتضامن، وتحفيز المجتمعات على التمسك بالقيم الرمضانية العميقة..، فكيف يمكن للإعلام أن يكون داعما حقيقيا في تحقيق هذه الرسالة؟.
المتن: منذ بداية شهر رمضان، تتغير معالم الإعلام بشكل واضح, ليس فقط في نوعية البرامج التي تعرض، ولكن أيضا في الطريقة التي يتم بها تناول المواضيع الاجتماعية والدينية. نجد أن وسائل الإعلام تتجه نحو تعزيز الرسائل الإنسانية التي تتوافق مع قيم الشهر الكريم، مثل الصبر والتسامح والتضامن مع الفقراء والمحتاجين.
تسعى البرامج الرمضانية إلى استحضار روح شهر رمضان من خلال الحوارات الهادفة والأنشطة الخيرية والمبادرات التي تشجع على فعل الخير..، ففي المسلسلات الرمضانية، نجد الشخصيات التي تجسد معاناة الفقراء وتسليط الضوء على ضرورة تقديم العون لهم، أما في البرامج الدينية، فتأخذنا الفتاوى والخطب إلى عالم من الهدوء والتأمل، مما يساعد على تهذيب النفوس وتجديد العهد مع الله.
ولكن الإعلام لا يقتصر فقط على البرامج الدينية أو الاجتماعية، ففي رمضان، تصبح الإعلانات جزءا أساسيا من المشهد الإعلامي.. ومع أن هذه الإعلانات تروج للمنتجات، فإن الكثير منها أصبح يركز على توجيه رسائل اجتماعية تهدف إلى تعزيز مفاهيم مثل العطاء والمشاركة، وحتى الحملات الإعلانية التي تروج للمنتجات الرمضانية تركز على تعزيز روح الأسرة والتواصل الاجتماعي.
وفي ظل هذا المشهد، نجد أن الإعلام الرمضاني له تأثير عميق على النفس البشرية، فبفضل تغطيته المتنوعة والمحتوى الهادف، يسهم في تعزيز القيم الإنسانية التي يتسم بها شهر رمضان، لذلك، فالإعلام ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة للتوجيه والتأثير في المجتمع.
ومع نهاية شهر رمضان، يعيد الإعلام تشكيل مفاهيمنا عن الحياة والمجتمع..، إنه أكثر من مجرد وسيلة لنقل الأخبار والبرامج؛ إنه عنصر فعال في تذكيرنا بالقيم الإنسانية التي يراد لنا أن نعيش بها على مدار العام. فكما أن رمضان هو شهر للتغيير الداخلي والتقرب إلى الله، فإن الإعلام هو الوسيلة التي يمكن أن تساعدنا على تبني هذه القيم في حياتنا اليومية.. وفي النهاية، فإن دور الإعلام في رمضان يثبت أن الفضاء الإعلامي يمكن أن يكون، في بعض الأحيان، منبعا للقيم النبيلة التي تشكل هوية المجتمعات وتربط أفرادها.