أخبارإفريقيا

نساء الكونغو يواجهن النزاع بالشعر: صوت المقاومة في وجه الصمت

في قلب جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث الصراع يمزق البلاد منذ عقود، تبرز أصوات نسائية قوية تحمل رسائل أمل ومقاومة عبر فن “سْلام” الشعري. واحدة من هذه الأصوات هي الشاعرة الشابة إستر أبومبا، البالغة من العمر 23 عامًا، والتي وجدت في السْلام أداة لتحويل الألم والظلم إلى كلمات تنبض بالحياة والأمل.

تقول إستر: “اخترت السْلام لأنه بالنسبة لي أكثر من مجرد كلمات. إنه حركة. إنه أداة تمكننا من القتال كل يوم، والعيش في مجتمع مزقته النزاعات.”

تعتبر إستر أن هذا الفن شكل من أشكال العلاج، حيث يعبر الشعراء الشباب عن تجاربهم المؤلمة وآمالهم. تضيف: “غالبًا ما يكون هؤلاء الشعراء في سن العاشرة أو الحادية عشرة، لكنهم لا يكتبون إلا عن الحرب والعنف والظلم. وهذا يعكس حجم المعاناة التي شهدوها.”

● المرأة الكونغولية: حكاية نهوض من تحت الركام

تؤمن إستر بأن النساء يمتلكن قوة التغيير، وترى أن الوقت قد حان لإعادة كتابة الرواية التي لطالما صُورت المرأة الكونغولية من خلالها على أنها ضحية. تقول: “يجب ألا تبقى المرأة هي تلك التي تُغتصب وتُضطهد وتُهان. بل يجب أن تكون أيضًا تلك التي تنهض، تتمرد، وتُعيد بناء نفسها من رماد المعاناة.”

تدعو إستر النساء إلى استخدام أصواتهن وأدواتهن الفنية للتعبير عن آلامهن وأحلامهن، مؤكدة أن السْلام يمكن أن يكون منبرًا لإحداث تغيير حقيقي: “نحتاج إلى منصات تمنح الشباب مساحة للتعبير، وأدوات فعالة لمحاربة الظلم. وهنا يأتي دور السْلام، في كسر جدران الصمت عبر قوة الكلمات.”

● إعادة كتابة التاريخ بالكلمات

وسط نزاعات مستمرة وواقع مرير، تمثل إستر وجيلها من شعراء السْلام بارقة أمل لمستقبل أكثر إشراقًا. إنهم لا ينقلون فقط قصص المعاناة، بل يكتبون تاريخًا جديدًا لنساء الكونغو — تاريخًا يروي حكايات القوة، المقاومة، والنهوض.وتظل كلمات إستر تعبيرًا صادقًا عن واقع مأساوي وأمل متجدد: “أؤمن بقدرة النساء على تغيير الرواية. لقد حان الوقت لكي نُسمع أصواتنا ونُعيد رسم ملامح مستقبلنا.”

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button