أخبارأخبار سريعةثقافة و فنجهات المملكةرياضة

ملعب فاس… حين تُمحى الهوية باسم “التطوير”

كان ملعب فاس واحدًا من أجمل الملاعب المغربية، ليس فقط بحجمه أو تصميمه العصري، بل بلمسته المغربية الأصيلة التي كانت تتجلى في مدخله الفريد. باب مزخرف يعكس فن العمارة المغربية، بنقوشه التقليدية وتفاصيله التي تحكي قصة ثقافة ضاربة في جذور التاريخ. كان هذا الباب رمزًا للهوية، يربط بين الرياضة والفن، بين الحداثة والأصالة.

لكن فجأة، وبدون سابق إنذار، قرر القائمون على هذا الصرح الرياضي إزالة هذا الباب الجميل. بدلًا من تطويره والاعتناء به، تم محو هذه اللمسة التي جعلت ملعب فاس متميزًا عن غيره. والنتيجة؟ مدخل عادي، بلا روح، بلا هوية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا نُصرّ على طمس معالمنا الأصيلة؟ لماذا نعتبر التطوير مرادفًا لمحو التراث؟ في كل دول العالم، يتم الاعتناء بالمعالم التي تعكس ثقافة الشعوب وهويتها، ويتم دمج الحداثة مع الأصالة بشكل يحفظ الماضي ويحتضن المستقبل.

ملعب فاس كان نموذجًا لهذه الفلسفة. كان تحفة تجمع بين الرياضة والفن المعماري المغربي، واليوم أصبح مجرد هيكل إسمنتي فاقد للشخصية. القرار الذي اتُخذ لا يُمكن وصفه سوى بأنه فعل غير مفهوم، يتجاهل القيمة الثقافية والجمالية التي كانت تميز هذا المكان.

إن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع التطوير، بل بالعكس، يُغنيها ويُعطيها طابعًا مميزًا. نتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى المسؤولين، لعلهم يُدركون أن الحداثة لا تعني أبدًا أن نمحو ماضينا، بل أن نجعله جزءًا من مستقبلنا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button