البوابة التجارية المغربية تجذب شركات إيطالية نحو عمق القارة الإفريقية

في السنوات الأخيرة، برز المغرب كوجهة استراتيجية للاستثمار الأجنبي بفضل تزايد انفتاحه على القوى الاقتصادية الكبرى والتكتلات التجارية العالمية. هذا التوجه يعكس رؤية المملكة لتعزيز مكانتها الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مما جعله محط اهتمام العديد من الشركات العالمية، بما في ذلك الإيطالية.
في هذا السياق، أعلنت غرفة التجارة في “سوندريو” الإيطالية عن تنظيم بعثة تجارية إلى المغرب في مايو المقبل، تحت إطار برنامج “دعم التصدير الإيطالي”. يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الشركات الإيطالية في التوسع بأسواق جديدة، وخاصة في القطاعات الصناعية والزراعية والخدماتية. وتعد هذه البعثة فرصة هامة للشركات الإيطالية للتعرف عن كثب على الفرص المتاحة في السوق المغربية، التي تعد من أكثر اقتصادات شمال إفريقيا استقرارًا ونموًا.
وتشمل خطة البعثة عقد ندوة في مارس الجاري لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في المغرب، حيث سيتعرف المشاركون على السوق المغربية في مختلف القطاعات مثل التصنيع، الطاقات المتجددة، والبنية التحتية. عقب الندوة، سيتم تقييم جاهزية الشركات الإيطالية لدخول السوق المغربية، على أن يتم تنظيم البعثة التجارية في الدار البيضاء في شهر مايو المقبل، حيث ستعقد اجتماعات مع شركاء مغاربة.
وأكدت لوريتا كريدارو، رئيسة غرفة التجارة في “سوندريو”، أن هذه البعثة تشكل فرصة فريدة للتواصل مع شركاء تجاريين في المغرب وبدء شراكات تجارية مثمرة. وشددت على ضرورة أن تستفيد الشركات الإيطالية من هذه المبادرة الاستراتيجية.
من جانب آخر، أشار المحلل الاقتصادي عبد الخالق التهامي إلى أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للعديد من الفاعلين الاقتصاديين الدوليين، بما في ذلك إيطاليا. وأوضح أن المغرب يعمل على جذب الشركات الأجنبية للاستفادة من الأوراش الكبرى التي أطلقها في مجالات عدة مثل صناعة السيارات الكهربائية، الطاقات المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والتي تفتح أمام الشركات الإيطالية فرصة استثمارية واعدة.
وتعزز هذه التحركات الاستراتيجية الاهتمام الإيطالي بالسوق المغربية، لا سيما في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية، التي قد تساهم في تعزيز دور المغرب كممر استثماري نحو الأسواق الإفريقية الأخرى.
وفي ختام حديثه، أشار المحلل الاقتصادي ياسين اعليا إلى أن المغرب يجب أن يطور استراتيجية حكيمة للتعامل مع رغبة الشركات الإيطالية في التوسع في السوق المغربية، بما يضمن تحقيق مكاسب اقتصادية طويلة الأمد. كما أكد أن المغرب في موقع جيد للاستفادة من الشراكة مع إيطاليا في القطاعات الواعدة التي تشهد تهافتًا كبيرًا من الشركات الأجنبية.
ختامًا، تعد هذه المبادرة خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإيطاليا، خاصة في ظل المشهد الاقتصادي المتغير عالميًا، مما يعكس توجه المملكة نحو تعزيز موقعها في خريطة الاستثمارات العالمية، بما يخدم تطلعاتها المستقبلية في القارة الإفريقية.