تسرّب حمضي يلوّث نهر كافوي ويهدد الملايين بزمبيا

تواجه زامبيا واحدة من أخطر الكوارث البيئية في تاريخها بعد تسرّب حمضي هائل من منجم مملوك لشركة صينية، ما أدى إلى تلويث نهر كافوي، أحد أهم الموارد المائية في البلاد، وأثار مخاوف بشأن تأثيره على ملايين السكان.
● انهيار السد وانسكاب ملايين اللترات من النفايات
وقع الحادث في 18 فبراير 2025، عندما انهار سد مخلفات تابع لمنجم نحاس في شمال زامبيا، مما تسبب في تسرّب نحو 50 مليون لتر من النفايات المحتوية على أحماض مركزة ومعادن ثقيلة إلى مجرى مائي متصل بنهر كافوي. وأكدت مؤسسة الهندسة في زامبيا أن هذا التسرّب امتد لمسافة تزيد عن 100 كيلومتر، مما زاد من خطورة الكارثة.
● تدمير البيئة وسبل العيش
وصف الناشط البيئي تشيليكوا ممبا الحادث بأنه “كارثة بيئية ذات عواقب وخيمة”، مشيرًا إلى أن التلوث أدى إلى تدمير مصادر المياه والزراعة المحلية. وأظهرت مقاطع مصوّرة أكوامًا من الأسماك النافقة على ضفاف النهر، كما تضررت حقول الذرة والفول السوداني في القرى المجاورة.
من جانبها، أصدرت وزارة الثروة السمكية والماشية في 23 فبراير تحذيرًا للسكان بعدم استهلاك الأسماك من نهر كافوي أو الجداول الملوثة. كما تحدّث بعض المزارعين عن خسائر فادحة، حيث قالت المزارعة جولييت بولايا إنها شاهدت تدفق المخلفات إلى بركة أسماكها، مما أدى إلى نفوق جميع الأسماك وضياع استثماراتها.
● إجراءات عاجلة وتأثيرات غير محسومة
أعلنت السلطات عن إصلاح الجدار المنهار في 19 فبراير، وتمّت السيطرة على تدفق النفايات الحمضية. ومع ذلك، لا تزال الأضرار البيئية والاقتصادية والاجتماعية قيد التقييم، وسط مخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على الصحة العامة والنظام البيئي في المنطقة.
● مطالب بالمحاسبة
يطالب نشطاء البيئة ومواطنو زامبيا بمحاسبة الشركة المسؤولة عن الحادث، واتخاذ تدابير صارمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. كما يدعو الخبراء إلى إجراء دراسات شاملة حول تأثير التلوث واتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة المياه المتضررة لحماية السكان والبيئة.