
أصدر منخرطو نادي الوداد الرياضي، أحد أكبر الأندية في المغرب، بلاغًا رسميًا عبروا من خلاله عن قلقهم العميق من الوضعية الحالية التي يعيشها الفريق الأحمر، محملين المسؤولية لرئيس النادي وأعضاء المكتب المديري. وجاء هذا البلاغ في وقت حساس، مع قرب انتهاء الموسم الرياضي، ليكشف عن تزايد التوترات داخل النادي وارتفاع الأصوات المطالبة بتصحيح المسار.
في مقدمة البلاغ، أشار المنخرطون إلى تعهدات الرئيس الحالي التي كانت قد أُعلنَت قبل توليه مهامه، حيث كان قد وعد بإعادة هيكلة النادي وجلب مستشهرين لتوفير سيولة مالية كافية لضمان استقرار الفريق على المدى الطويل. إلا أن هذه الوعود، حسب البلاغ، لم تجد طريقها إلى التنفيذ، مما أثار تساؤلات حول القدرة الفعلية للإدارة الحالية على الوفاء بتعهداتها.
وفيما يتعلق بالقرارات المتخذة في فترة رئاسة الرئيس الحالي، انتقد البلاغ ما وصفه بـ “القرارات غير المفهومة” التي كان لها دور كبير في تحميل خزينة النادي أعباء مالية إضافية، أبرزها التعاقد مع لاعبين بمبالغ مالية ضخمة دون أن تحقق هذه الصفقات الإضافة المطلوبة للفريق. وهو ما يُعد بمثابة ضرب للخطط الاستراتيجية التي كان من المفترض أن تدعم الاستقرار المالي والتنافس الرياضي في نفس الوقت.
ورغم مرور فترة طويلة على الجمع العام الأخير، فقد جاء في البلاغ أيضًا انتقادٌ لعدم احترام الرئيس لقرارات الجمع العام العادي، مما يعكس حالة من انعدام الشفافية وغياب الالتزام بتوجهات المنخرطين. وهو ما يثير العديد من الأسئلة حول مصداقية الرئيس في التمسك بقرارات النادي الجماعية، ويزيد من القلق بشأن مستقبل الفريق.
وأبرز البلاغ أن أعضاء المكتب المديري يتحملون جزءًا من المسؤولية في الوضعية الحالية، حيث يُتهمون بالتزام الصمت حيال هذه الاختلالات التي مست جوانب عدة في الإدارة والتسيير. ودعا المنخرطون هؤلاء الأعضاء إلى تحمل مسؤولياتهم إما من خلال الإصلاح أو مغادرة المناصب التي يشغلونها إذا ما عجزوا عن إيجاد حلول فعالة.
وختم البلاغ بتأكيد المنخرطين على ضرورة الوفاء بتعهدات الرئيس بإعادة الفريق إلى دوري أبطال إفريقيا، وهو الهدف الذي أصبح محط اهتمام الجماهير والنقاد على حد سواء. كما أكدوا أن استمرار الرئيس في منصبه سيكون مرهونًا بتحقيق هذا الهدف، في وقت حساس يتطلب توحد الجميع من أجل تجاوز التحديات الحالية.
كما دعا منخرطو الوداد الرياضي الجماهير إلى مواصلة دعم الفريق في المباريات المتبقية من الموسم، في محاولة لضمان نهاية إيجابية للموسم الرياضي رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي.
إن البلاغ الصادر عن المنخرطين يُعد بمثابة صرخة تحذير من داخل النادي، في وقت يحتاج فيه الوداد إلى قيادة أكثر وضوحًا وحزمًا لإعادة الفريق إلى السكة الصحيحة.