استغاثة مؤلمة لشيخ مختطف في تندوف

أثار مقطع فيديو جديد للشيخ الصحراوي المختطف في مخيمات تندوف موجة صدمة واستياء واسع بين سكان المخيمات والمتابعين. ظهر الرجل العجوز، المعروف باسم فضيلي والمنتمي إلى قبيلة لكويدسات، في حالة نفسية وجسدية متدهورة، مستغيثًا بابنه لإنقاذه من الأسر الذي دام أشهرًا على أيدي عصابة مسلحة.
● استغاثة مؤلمة وواقع مأساوي
في المقطع المؤثر، ظهر الشيخ يتحدث بحرقة شديدة، مستجدياً ابنه أن يتدخل بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن تقديم ما تطلبه العصابة أو تسليم المتورطين في سرقة بضاعة المخدرات التي تسببت في اختطافه. بدا واضحًا أن الشيخ لم يعد يطيق المعاناة، حيث قال في لحظة استسلام مؤثرة:
“إن كنت حيًا فأنقذني، وإن كنت ميتًا فتدخل أيضًا…”
وهي عبارة تعكس اليأس العميق الذي يعيشه داخل الأسر، وكأن الموت بات الخيار الوحيد للخلاص من هذا الوضع المأساوي.
● مخيمات تندوف: صدمة وغضب متزايد
أثار الفيديو حالة من الغضب والتعاطف الكبير داخل مخيمات تندوف، حيث عبر السكان عن سخطهم تجاه عجز قيادة البوليساريو عن حل هذه القضية، رغم طول مدة الاختطاف. كما أشارت مصادر محلية إلى أن أحد القياديين البارزين في البوليساريو متورط في الصفقة التي أدت إلى اختطاف الشيخ، مما جعل الميليشيات تلتزم الصمت وتتجنب التدخل لإنقاذه.
● عصابات المخدرات وميليشيات البوليساريو: تحالف مصالح قذر
تكشف هذه القضية مرة أخرى عن العلاقة الوثيقة بين ميليشيات البوليساريو والعصابات الإجرامية المتورطة في تهريب المخدرات، حيث أصبح زعماء الجبهة يعتمدون على المجرمين وقطاع الطرق في تنفيذ عمليات التهريب مقابل الحماية.
وكانت العصابة التي اختطفت الشيخ قد نفذت العملية للضغط على ابنه من أجل إعادة حمولة مخدرات تمت سرقتها، حيث تم اختطاف فضيلي من مكان عمله ضمن مجموعة عسكرية تابعة لميليشيات البوليساريو، ليتم نقله إلى مكان مجهول يُعتقد أنه في منطقة بئر أم گرين.
● فشل البوليساريو في حماية سكان المخيمات
تُظهر هذه الحادثة مرة أخرى مدى تفكك وانهيار المنظومة الأمنية داخل المخيمات، حيث بات السكان يعيشون في خوف دائم من العصابات المسلحة التي تعمل تحت أنظار وحماية قيادات البوليساريو. ومع تزايد مثل هذه الحالات، يتصاعد الغضب الشعبي ضد الجبهة، وسط مطالبات متزايدة بالتدخل الدولي لحماية سكان المخيمات من بطش العصابات وفساد قادة البوليساريو.
● نداء لإنقاذ الشيخ فضيلي
وسط حالة الغضب والذهول، يطالب السكان والمراقبون بتحرك فوري لإنقاذ الشيخ المختطف قبل فوات الأوان، في ظل غياب أي تحرك جاد من قيادة البوليساريو التي تواصل تجاهل القضية، كما فعلت مع العديد من حالات الاختطاف السابقة.
تبقى قضية فضيلي مجرد مثال واحد على الوضع المزري الذي يعيشه سكان مخيمات تندوف، حيث أصبح الخطف، والتعذيب، والابتزاز، جزءًا من واقع مرير، تديره قيادة تخلت عن واجبها وتحالفت مع الجريمة المنظمة.
المصدر: منتدى فورساتين