أخبارأخبار سريعةإفريقيا

الجزائر تُفكّك الاتحاد المغاربي بتحالفات مشبوهة لتعميق الانقسامات

تشهد المنطقة المغاربية تحديات سياسية وأمنية متزايدة، في ظل التوترات بين دولها، خاصة بين المغرب والجزائر، مما أدى إلى تعثر جهود تفعيل اتحاد المغرب العربي، وسط تحركات تهدف إلى خلق بدائل إقليمية جديدة قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.

● تحركات الجزائر والشكوك حول نواياها

تتزايد الشكوك حول نوايا الجزائر تجاه الاتحاد المغاربي، حيث تتبنى مقاربة تعتمد على التحالفات الثنائية والثلاثية مع دول مثل تونس وليبيا، في خطوة يعتبرها مراقبون محاولة لإعادة رسم التوازنات الإقليمية على حساب الوحدة المغاربية الشاملة.

وفي هذا السياق، نقل موقع المرصد الليبي عن محمد السلاك، الناطق الرسمي السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي، تحذيره من أي خطوة قد تُقحم ليبيا في الصراعات بين المغرب والجزائر، مؤكدًا أن مثل هذه القرارات يجب أن تكون شفافة ولا تعبر عن توجهات أحادية الجانب لا تمثل الدولة الليبية ككل.

● الغموض يحيط بالقمة الثلاثية

اجتماع ليبيا والجزائر وتونس، الذي كان من المقرر أن يُعقد في طرابلس في يناير الماضي، أُرجئ لأسباب غير معلنة، مما أثار التساؤلات حول أسباب التأجيل. واعتبر بعض المحللين أن الخلافات الداخلية وعدم وضوح الأهداف الحقيقية للاجتماع قد يكونان وراء تعثر انعقاده، فيما يرى آخرون أن الأوضاع الداخلية الليبية والتوازنات الإقليمية المعقدة ساهمت أيضًا في تأجيله.

ويرى مراقبون أن أي محاولة لخلق كيانات موازية أو إقصاء بعض الدول المغاربية، مثل المغرب وموريتانيا، قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بدلًا من تحقيق الاستقرار والتعاون الإقليمي، خاصة أن هذه التحركات قد تزيد من حدة الانقسامات بدلاً من تعزيز التماسك بين دول المنطقة.

● التحديات الدولية والإقليمية

إلى جانب الخلافات البينية، تواجه المنطقة المغاربية تحديات أمنية واقتصادية تتأثر بالتطورات الدولية، مثل الأزمات الاقتصادية الناجمة عن تقلبات أسعار الطاقة، والتدخلات الأجنبية، وتصاعد نشاط الجماعات المسلحة في بعض المناطق الحدودية. كما أن التغيرات الجيوسياسية العالمية، بما في ذلك التنافس بين القوى الكبرى في إفريقيا، تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.

الاتحاد المغاربي: مشروع معطل أم فكرة قابلة للإنقاذ؟

رغم أن فكرة الاتحاد المغاربي لا تزال قائمة على الورق، إلا أن التوترات السياسية المستمرة تعرقل أي تقدم ملموس في هذا الإطار. ويعتبر بعض المحللين أن تجاوز هذه العقبات يتطلب إرادة سياسية حقيقية لتجاوز الخلافات الثنائية والتركيز على المصالح المشتركة، مثل تعزيز التكامل الاقتصادي، وتحقيق الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات التنموية.
هل يمكن تجاوز هذه الخلافات وإحياء الاتحاد المغاربي، أم أن التوترات المستمرة ستؤدي إلى مزيد من التباعد بين دول المنطقة؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button