غزة بين الحصار والجوع.. معاناة إنسانية وسط صمت دولي

تعيش غزة اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث يواجه سكان القطاع كارثة حقيقية مع استمرار إغلاق المعابر، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، وسط تصاعد الاستهداف العسكري الإسرائيلي وغياب أي تحركات جادة من المجتمع الدولي لوقف هذه المعاناة.
● مجاعة تلوح في الأفق
تشير التقارير الصادرة عن الهيئات الدولية إلى أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة حرجة، إذ أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أن استمرار إغلاق المعابر أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 300%، ونفاد مخزون الغذاء يهدد بمجاعة واسعة النطاق، قد تودي بحياة 300 ألف طفل يواجهون خطر الموت جراء نقص الغذاء والبرد.
كما يعاني سكان القطاع من انعدام مياه الشرب النظيفة وانتشار القمامة، مما ينذر بتفشي الأمراض والأوبئة. ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن سكان غزة يموتون جوعًا بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء والكهرباء منذ مطلع مارس، فيما تشير منظمة اليونيسف إلى أن مليون طفل في القطاع يكافحون من أجل البقاء.
● كارثة صحية وانهيار القطاع الطبي
في ظل استمرار الحصار، يواجه أكثر من 25 ألف مريض وجريح خطر الموت جراء انقطاع العلاجات من الخارج، كما توقفت العديد من المستشفيات عن العمل بسبب نفاد الوقود والدواء. وأعلنت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة أن الاحتلال يمعن في ارتكاب جريمة إبادة بحق أكثر من مليوني فلسطيني، حيث توقفت المخابز عن العمل بالكامل نتيجة نفاد غاز الطهي، مما يزيد من تفاقم الأزمة الغذائية.
● تصعيد عسكري واستهداف للمدنيين
بالتزامن مع الأزمة الإنسانية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها وعملياتها العسكرية في القطاع، حيث أفادت التقارير الأخيرة بسقوط شهداء وجرحى جراء القصف على منطقة وادي غزة، بالإضافة إلى استهداف الطائرات الاستطلاعية للمدنيين في رفح والبريج. ولم يتوقف التصعيد عند غزة، بل امتد إلى لبنان واليمن، حيث شنت الطائرات الأمريكية غارات جديدة على صنعاء، راح ضحيتها العشرات، من بينهم أطفال ونساء.
● المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
رغم التحذيرات المتكررة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حول خطورة الوضع، لا تزال إسرائيل تمارس سياسة العقاب الجماعي دون أي رادع دولي حقيقي. وقد دعت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إلى دعم وكالة الأونروا باعتبارها العمود الفقري للشعب الفلسطيني، محذرة من أن استمرار إغلاق المعابر يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي ظل هذه التطورات المأساوية، يظل المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: هل سيبقى متفرجًا على هذه المأساة، أم سيتحرك لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان محاصرين داخل غزة؟