قصص و شخصيات

السابع عشر من رمضان: معركة بئر انزران .. يوم مشهود في تاريخ الصحراء المغربية

في السابع عشر من رمضان عام 1399 هـ الموافق 11 غشت 1979 م، هاجم نحو 3000 من أعضاء جبهة البوليساريو قرية بير أنزران، التي كانت تدافع عنها حامية قوامها 800 جندي مغربي، وبعد معركة ضارية صدت القوات المسلحة الملكية هذا الهجوم، مخلفة 125 شهيدا على الجانب المغربي و500 قتيل و60 مركبة مدمرة على جانب البوليساريو.

كانت القوات المغربية الموجودة على الأرض تتشكل من حامية مغربية بقيادة القائد الحسين مزرد (تقاعد برتبة عميد)، وتتكون من الكتيبة الأولى للمشاة القطاعية، وبطارية مدفعية من الفوج الثامن للمدفعية الملكية بقيادة النقيب عبد الكريم محفوظ (تقاعد برتبة عقيد، جريح حرب، توفي رحمه الله قبل سنوات) بدعم من الحسين بن ميمون (تقاعد برتبة جنرال فرقة) وسرب من المركبات المدرعة من نوع AMX/AML، بينما توفرت جبهة البوليساريو آنذاك على عدة مئات من المركبات المسلحة بمدافع مزدوجة عيار 14.5 ملم وقذائف هاون عيار 120 ملم وقاذفات صواريخ عيار 122 ملم.

وفي خضم المعركة تلقت الحامية المغربية معلومات مسبقة من الاستطلاع الجوي تفيد باقتراب رتل كبير من البوليساريو، وكان هدف مجموعات البوليساريو المهاجمة عند فجر يوم 17 رمضان، هو تدمير الحامية، ونقل السكان إلى تندوف والأهم من ذلك الاستمرار نحو الداخلة بعد انسحاب الموريتانيين، لكن القائد مزرد ورجاله سيصدون هجمات متتالية للبوليساريو من الفجر إلى الساعة الثانية بعد الظهر.

وسيلعب الطيران دورا هاما في سير المعركة، إذ قامت طائرات F-5A المتمركزة في الداخلة بعدة طلعات لقصف مواقع البوليساريو، ولجأ الطيارون المغاربة إلى استعمال اللغة الأمازيغية في اتصالاتهم اللاسلكية مع الحامية تجنبا لعمليات المراقبة والاختراق.

وتشكل معركة بئر أنزران جزءا من عملية “القدر” التي قادتها القوات المسلحة الملكية لاستعادة وادي الذهب، وقد أدت هذه المعركة إلى إبطاء هجوم جبهة البوليساريو على الداخلة التي سيرتفع فيها العلم المغربي خفاقا في نفس اليوم، كان هذا الحدث بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، إذ شرع المغرب في بسط سيطرته الكاملة على إقليم وادي الذهب، وطمس أي وجود للبوليساريو أو النفوذ الموريتاني والجزائري في المنطقة.

وبعد ثلاثة أيام من هذا التاريخ سيقدم جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني جوابه لسكان الداخلة وإقليم وادي الذهب الراغبين في مبايعة جلالته ملكا عليهم وعودتهم إلى وطنهم، حيث سيوجه تحية تقدير لشهداء وجنود معركة بئر أنزران متحدثا عن استرجاع الداخلة ورفع العلم الوطني بها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button